لا يمكن ان أتصور وجود الأسرة التي تسعى الى تدمير الحياة النفسية لاطفالها أو إلى تعذيبهم معنوياً، فكيف نستطيع تفسير ظاهرة العنف، وتربية التسلط السائدة في بعض الأوساط الاجتماعية؟
إن العنف التربوي لايعد غاية بحد ذاته، بل هو وسيلة نعتمدها من أجل توجيه الأطفال وتربيتهم وفقاً لنموذج اجتماعي وأخلاقي حددناه منذ البداية.
إن اللجوء الى العنف التربوي والى التسلط في العملية التربوية يعود الى اسباب اجتماعية ونفسية وثقافية متنوعة تدفعنا الى ممارسة ذلك الاسلوب.
1- الجهل التربوي بتأثير اسلوب العنف، يحتل مكان الصدارة بين الاسباب، ولو أدرك الآباء والأمهات ما لأسلوب التسلط من آثار سلبية على شخصية الطفل ومستقبله فإنهم مما لاشك فيه، تجنبوا ما أمكنهم استخدام ذلك الأسلوب، فالوعي التربوي والنفسي بأبعاد هذه المسألة امر حيوي واساسي في خنق ذلك الاسلوب واستئصاله.
2- أسلوب التسلط يعد انعكاساً لشخصية الاب والأم بما في ذلك جملة الخلفيات التربوية والاجتماعية التي اثرت عليهم في طفولتهم.
أي انعكاس لتربية التسلط التي عاشوها بأنفسهم عندما كانوا صغاراً.
أي انعكاس لتربية التسلط التي عاشوها بأنفسهم عندما كانوا صغاراً.
3- ان ما يعزز استخدام الاكراه والعنف في التربية، الاعتقاد بأنه الاسلوب الأسهل في ضبط النظام والمحافظة على الهدوء، ولايكلف الكثير من العناء والجهد.
4- بعض الأسر تدرك التأثير السلبي للعقوبة الجسدية وتمتنع عن استخدامها، لكن ذلك لايمنعها من استخدام العقاب المعنوي من خلال اللجوء إلى قاموس من المفردات النابية ضمن إطار التهكم والسخرية والاستهجان اللاذع، والعقوبة المعنوية اثرها في النفس اقوى من العقوبة الجسدية بكثير.
5- ان الظروف الاجتماعية الصعبة التي تحيط بالوالدين في اطار العمل واطار الحياة الاجتماعية قد تؤدي الى تكوين شحنات انفعالية يتم تفجيرها وتفريغها في إطار الأسرة.
وكل ذلك ينعكس سلباً على حياة الأطفال وعلى نموهم الاجتماعي والنفسي.
وباختصار يمكن أن نقول: إن العوامل والأسباب التي تدفع الى استخدام العنف والاكراه، متعددة بنوع الحالات وتنوع الأسر والبيئات الاجتماعية.
التسميات
عنف تربوي