الزمن التقني والزمن البيداغوجي الموضوعي.. مراعاة الظروف الطبيعية والسوسيو ثقافية والاقتصادية للسكان واحترام المميزات الجسمية والنفسية للمتعلمين في كل سنة دراسية

في بحثنا عن مفهوم الزمن وكيفية تدبيره في أهم وثيقتين رسميتين (الميثاق الوطني للتربية والتكوين والكتاب الأبيض) عثرنا على المعطيات التالية:

في الدعامة الثامنة من الميثاق، والتي تتطرق إلى استعمالات الزمن والإيقاعات المدرسية والبيداغوجية، يتم تحديد السنة الدراسية في 34 أسبوعا كاملا، أي مايعادل 1000 إلى 1200 ساعة، والتي يمكن تعديلها حسب وثيرة الحياة المميزة للمحيط الجهوي والمحلي للمدرسة، وذلك تبعا لمسطرة محددة، يجب أن تأخذ بعين الاعتبار عدة شروط، منها:
1- مراعاة الظروف الطبيعية والسوسيو ثقافية والاقتصادية للسكان.
2- احترام المميزات الجسمية والنفسية للمتعلمين في كل سنة دراسية.
3- التنسيق بين التكوين بالمؤسسة التربوية وعالم الشغـل.
4- تنظيم الأنشطة الموازية والتربية البدنية.
5- الاستعمال الأمثل والتعدد الوظائف للتجهيزات التربوية.

كما يمكن لسلطات التربية والتكوين أن تبحث في مبدإ تخفيظ عدد الساعات الدراسية الأسبوعية بالنسبة للتلاميذ، خصوصا في الابتدائي والإعدادي. (تهميش عدد ساعات عمل المدرسين؟!).

إن هذه الدعامة من الميثاق تعبر عن الوعي بمفهوم الزمن وكيفية تدبيره بيداغوجيا في علاقته بالمتغيرات الفزيولوجية والنفسية للمتعلم، والمعطيات الطبيعية والسوسيو-ثقافية والاقتصادية لمحيط المدرسة.

لكن الملاحظ، ونحن في بحر السنة السادسة من تطبيق الميثاق، لم يتم تفعيل معظم تلك الشروط السالفة الذكر التي يمكن لها أن تعطي للزمن البيداغوجي صبغته الموضوعية والواقعية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، تبقى بعض الأسئلة معلقة، مثل:

1- ما هي طبيعة العلاقة الديداكتيكية للمواد الدراسية بالغلاف الزمني السنوي؟

2- هل هي علاقة بيداغوجية موضوعيةأم علاقة تقنية تدبيرية معطاة مسبقا، خصوصا إذا لاحظنا أن الغلاف الزمني للسنة الدراسية المعتمد في الإصلاح الحالي بقي تقريبا هو نفسه بالمقارنة مع النظام القديم؟

3- هل تعتمد السلطات التربوية سواء المركزية، أو الجهوية، أو الإقليمية، أو المحلية على البحوث والدراسات النظرية والميدانية العلمية في تحديد الزمن البيداغوجيي؟

4- هل لدينا تراكم معرفي مغربي في هذا النوع من المقاربات؟ وعلى أية أسس علمية تم تحديد السنة الدراسية في 34أسبوعا؟...
أحدث أقدم

نموذج الاتصال