تعتبر أهم ممر مائي في العالم تعتمد عليه التجارة بين جنوب شرقي آسيا ودول الخليج العربي مع دول حوض المتوسط وإلى حد ما الأمريكيتين.
وقد زادت أهمية هذا الممر المائي بعد اكتشاف النفط في الخليج العربي لأن قناة السويس تختصر الطريق بين جنوب شرق آسيا والسواحل الأوروبية الغربية بنحو 40-60% بالمقارنة مع الطريق المار عبر رأس الرجاء الصالح.
ويوفر أيضاً في الوقت والتكاليف.
ويبلغ طول القناة التي شقت لتصل البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر عبر خليج السويس الذي تشكل قبل 35 مليون سنة حوالي 161 كم وعمقها 68 متراً علماً أن عمق خليج السويس يتراوح ما بين 180-210قدما. وتسمح قناة السويس حالياً بمرور السفن العملاقة.
وبسبب الأهمية الاستراتيجية لهذا الممر المائي العالمي، تصارعت القوى الاستعمارية للسيطرة عليه.
فقد امتد الصراع الفرنسي البريطاني منذ حملة نابليون بونابرت على مصر عام 1798 حتى احتلال مصر من قبل بريطانيا عام 1882 وحاولت تركيا الاستيلاء على القناة عام 1916.
ولم تنجح مساعي ألمانيا للوصول إلى القناة بسبب هزيمة رومل في معركة العلمين. وعندما أعلنت مصر تأميم القناة في تموز 1956 تحالفت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل وشنت القوى الثلاث العدوان الثلاثي على مصر في 29/10/1956.
وفي عدوان 1967 استطاعت إسرائيل احتلال شبه جزيرة سيناء ووصلت قواتها إلى الضفة الشرقية لقناة السويس.
وحاولت إسرائيل استثمار هذا الفوز العسكري لخلق حقوق لها في قناة السويس من خلال الإدعاء أن الحد الفاصل بين مصر وإسرائيل يجب أن يمر في منتصف المجرى المائي للقناة.
وبررت إسرائيل مطلبها هذا قائلة إن شبه جزيرة سيناء أرض غير مصرية وأن مصر حازت عليها بشكل غير قانوني عام 1906.
وقد رفضت مصر هذه المزاعم وهدد الزعيم الراحل عبد الناصر بإغلاق القناة نهائياً أكثر من مرة.
ومن جهة أخرى حظيت قناة السويس وإعادة فتحها أمام الملاحة الدولية بأهمية كبرى في المفاوضات الأمريكية -الإسرائيلية- المصرية خلال السنوات التي سبقت التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد في آذار 1979.
ويؤكد ذلك ما يقوله رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إسحاق رابين. "لقد حدد الموقف الأمريكي النهائي حيال نزاع الشرق الأوسط في بداية اللقاء الذي تم بين نيكسون وغولدا مائير في كانون الأول 1971 وخلال محادثاتنا اتفقنا على شروط الحوار بين مصر وإسرائيل وإجراءاته برعاية الولايات المتحدة بهدف التقدم نحو التسوية المؤقتة لفتح قناة السويس وإعادة الحياة الطبيعية إلى منطقة قناة السويس.
التسميات
بحار عربية