الانقسام داخل حركة البعث وإعادة بناء الحركة الشعبية والعودة بسورية إلى المسار الديمقراطي بعد إسقاط الحكم الانفصالي تحت شعار إعادة الوحدة

خلال فترة الانفصال حدث الانقسام الحاد داخل حركة البعث وكان انقساماً مزدوجاً على الصعيدين الحزبي والعسكري.

كان الحوراني يرى أن الوحدة المرتبطة بنظام شمولي ألغى الأحزاب والحريات لم تنجح وأن شعار المرحلة هو إعادة بناء الحركة
الشعبية والعودة بسورية إلى المسار الديمقراطي.

عفلق والبيطار كانا يعارضان إعادة تنظيم الحزب في هذه المرحلة لأن الوحدة تمت على أساس حل الحزب وأن الشعار هو إسقاط الحكم الانفصالي تحت شعار إعادة الوحدة على أن يتم بعد ذلك مطالبة عبد الناصر بإعادة الديمقراطية حتى إذا رفض ذلك كان هو الانفصالي (الحوارات حول هذا الموضوع تمت في بيت الدكتور أحمد بدر الدين بدمشق).

على الصعيد العسكري كان البعثيون العسكريون قد حسموا أمرهم وشكلوا لجنة عسكرية مهمتها التحالف مع الناصريين والقيادة القومية لإسقاط الحكم الانفصالي وكان هدفهم الحقيقي استيلاء الحزب على السلطة منفرداً ومحاورة عبد الناصر من هذا الموقع القوي.

اللجنة العسكرية كانت ضد الحوراني أكثر مما هي ضد الضباط الذين قاموا بالانفصال لأن الحوراني رفض استيلاء الحزب على السلطة عن طريق العمل العسكري مفضلاً التطور الديمقراطي وهذا الخلاف أقدم من الوحدة ويعود إلى انقلاب مصطفى حمدون ضد الشيشكلي وعصيان قطنا بقيادة مصطفى حمدون وعبد الغني قنوت حيث منع الحوراني العسكرية الحزبية من الاستيلاء على السلطة فصار بالنسبة للطامحين إلى ذلك عقبة كبيرة وهذا هو السبب في عزله واعتقاله مع رفاقه وكأنه هو الذي قام بالانفصال لا عبدالكريم النحلاوي ولا الكزبري ولاالسمان!

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال