اللائحة طويلة والحالات كثيرة وتزداد يوميا، نراها بأعيننا ونعايشها.. أسر تشتت شملها بسبب طاعون «الحبوب المهلوسة»، وضحايا يسقطون يوميا بسبب خروج عصابات «المقرقبين» إلى الشوارع. فبالأمس البعيد، شاب اغتصب فتاة بالقوة بعد أن دوخته «البولة الحمرا»؛ وبالأمس القريب، مدمن ذبح جميع أفراد أسرته بسيدي مومن لأنها رفضت مده بالمال كي يسكت جوع إدمانه. تتوالى الحكايات ولا أحد يتوقف ليأخذ العبرة ويبحث عن سبب الظاهرة التي بدأت تتفاقم بشكل كبير، لدرجة أن جل الفاعلين الجمعويين الذين يحاربون الظاهرة في إطار قافلة «لا للقرقوبي» أكدوا أن هناك أطفالا لا يتجاوز عمرهم 11 سنة يستهلكون القرقوبي، و«أن الوضع أصبح خارج السيطرة ويستلزم تدخل الجميع، كل من موقعه، سواء الجمعيات والأحزاب والمجالس المنتخبة والأجهزة الأمنية»، وفق ما قاله عبد الصمد تحفي منسق قافلة «لا للقرقوبي».
فرغم أن التقارير الطبية تقول بأن هناك علاقة وطيدة بين الإدمان والجريمة، إلا أن وزارة الصحة -يقول فاعل جمعوي- لا تلعب دورا مهما لمعالجة المدمنين والمساهمة في محاربة الجريمة، علما أن الوزارة الوصية لا تعمل على تعميم مراكز معالجة الإدمان على مختلف المدن المغربية. فمثلا مدينة الدار البيضاء التي تسجل بها أكبر نسبة استهلاك المخدرات بمختلف أنواعها، لا تتوفر سوى على مركز واحد لمكافحة الإدمان. وهذا المركز لا تتجاوز طاقته الاستيعابية 30 سريرا. كما أن مستشفى برشيد للأمراض العقلية والنفسية لا يتوفر على قسم خاص لمعالجة المدمنين، يقول مصدر من داخل المستشفى.
التسميات
مخدرات