اعتقال مدمن القرقوبي (الحبوب المهلوسة) ليس هو الحل.. معالجة المدمن بوضعه في مراكز متخصصة لمعالجة الإدمان

سعاد هنزي، طبيبة نفسانية بمستشفى الأمراض العقلية ببرشيد، ومتخصصة في معالجة الإدمان: اعتقال المدمن ليس هو الحل
* هل يتوفر المغرب على مراكز صحية متخصصة في معالجة الإدمان؟
** كانت المراكز منعدمة في ما سبق، لكن مؤخرا تم فتح مركز بالقرب من كلية الطب بالبيضاء. هذا المركز غير كاف لتغطية احتياجات المدينة رغم أن الطاقم المشرف عليه يقوم بمجهود كبير من أجل القيام بواجبه. هل تعتقد أن مدينة من حجم الدار البيضاء يكفيها 30 سريرا لمعالجة الإدمان. إن هذا المركز نقطة في بحر. وأقول من خلال تجربتي، إننا في حاجة للعديد من مراكز الإدمان بالرغم من أنها تكلف إمكانيات مادية كبيرة وتحتاج لمعدات وأطباء وممرضين مختصين. وحتى إذا لم نتمكن من توفير مراكز تشبه المركز الوحيد في البيضاء، فعلى المسؤولين -على الأقل- فتح قسم متخصص لمعالجة الإدمان من المخدرات في المستشفيات والمراكز الاستشفائية.
* يعتبر البعض أن المقاربة الأمنية كفيلة لوحدها للقضاء على تعاطي المخدرات خاصة القرقوبي، وأن المدمنين على هذه المخدرات مكانهم الوحيد هو السجن. هل تتفقين مع هذا الطرح؟
** دائما أقول كطبيبة نفسانية إن المقاربة الأمنية ووضع المدمنين على القرقوبي في السجن أمر غير صحيح، لأن اعتقال المدمن في السجن لفترة معينة دون علاجه لن يحل المشكل، بل إنه سيخرج من السجن ويتعاطى مرة أخرى للمخدرات. المدمن إنسان ضعيف يكون تحت تأثير الحبوب المهلوسة، لأنه صار ضحية لها. المقاربة التي ينبغي عليها أن تتخذ هي معالجة المدمن بوضعه في مراكز متخصصة لمعالجة الإدمان، حتى لا يتكرر سلوكه العنيف في حق أسرته وأقاربه وفي الشارع. الإدمان مرض خطير كسائر الأمراض ويحتاج المصاب به أو المدمن إلى المراقبة الطبية يشرف عليها متخصصون حتى ننجح في معالجته وإدماجه مرة أخرى وبشكل طبيعي في المجتمع.
* وهل يتوفر المغرب على موارد بشرية متخصصة لمعالجة الإدمان على المخدرات؟
** من قبل لم يكن عندنا متخصصون لمعالجة الإدمان، لدرجة أننا نحن مجموعة من الأطباء توجهنا لفرنسا للقيام بدراسة هذا التخصص، ثم بعد ذلك تم خلق هذا التخصص داخل كلية الطب بالبيضاء.. ومستقبلا سوف يتم فتح مراكز تدرس هذا التخصص في مدينة الرباط. وهو ما يعني أن مغرب اليوم يتوفر على أطر متخصصة لمعالجة الإدمان. لكن بالمقابل يجب تكوين ممرضين في هذا المجال لمساعدة الأطباء على معالجة المدمنين. ويبقى أهم شيء هو توفير مراكز صحية لمعالجة الإدمان وتوزيعها بمختلف مناطق المغرب أو على الأقل بالمدن الكبرى التي تعرف انتشارا كبيرا لمستهلكي المخدرات بمختلف أنواعها.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال