تحليل مقاربات فليب بيرنوا لمفهوم الكفايات: خصائصها وعلاقتها بالمعارف

تحليل مقاربات فليب بيرنوا للكفايات:

مقدمة:

يُقدم فليب بيرنوا في هذا النص تحليلاً نقديًا لثلاث مقاربات شائعة لمفهوم الكفايات، قبل أن يقترح تعريفه الخاص. ويرى بيرنوا أن هذه المقاربات، على الرغم من كونها مقبولة، لا تُقدم فهمًا عميقًا وشاملًا لمفهوم الكفايات.

المقاربات الثلاثة:

  • الكفاية كهدف: تُركز هذه المقاربة على سلوكيات قابلة للملاحظة يُفترض أن يُظهرها المتعلم كدليل على اكتساب الكفاية. ينتقد بيرنوا هذه المقاربة لتركيزها على السلوكيات الجزئية بدلاً من القدرات الأساسية، ولِما قد تُؤدّي إليه من تقييم اختزالي لا يُقدّر تعقيد التعلم.
  • الكفاية كإنجاز: تُعادل هذه المقاربة الكفاية بـ المخرجات أو النتائج التي يحققها المتعلم. يرى بيرنوا أن هذه المقاربة تُهمل العملية الداخلية للتعلم، ولا تُقدّم إطارًا واضحًا لـ تقييم الكفايات.
  • الكفاية كمعرفة التصرف: تُركز هذه المقاربة على القدرة على التصرف بفعالية في مواقف معينة. يرى بيرنوا أن هذه المقاربة تُغفل الأبعاد المعرفية للكفايات، ولا تُميّز بين المهارات البسيطة والمعقدة.

تعريف بيرنوا للكفايات:

يقترح بيرنوا تعريفًا للكفايات يركز على دمج الموارد المعرفية المختلفة لِمعالجة المواقف المعقدة. وتشمل هذه الموارد:
  • المعارف: الحقائق، المفاهيم، النظريات، إلخ.
  • الخطط: هياكل ذهنية تُوجّه السلوك.
  • الاستراتيجيات: مجموعات من الخطوات المُخطط لها لِحلّ المشكلات.
  • القدرات: المهارات الأساسية التي تُمكّن من التصرف بفعالية.

خصائص الكفايات حسب بيرنوا:

  • الدمج: تتطلب الكفايات دمج الموارد المعرفية المختلفة بفعالية.
  • التعقيد: تُطبق الكفايات في مواقف معقدة تتطلب حلّ المشكلات واتخاذ القرارات.
  • التطور: تتطور الكفايات بمرور الوقت مع اكتساب المزيد من الخبرات.
  • التكيف: يمكن تطبيق الكفايات في مواقف مختلفة.

علاقة المعارف بالكفايات:

  • يؤكّد بيرنوا على أهمية المعارف في بناء الكفايات.
  • وتُصبح المعارف موردًا أساسيًا لِفهم المواقف واتخاذ القرارات وحلّ المشكلات.
  • ولكن لا تُعدّ المعارف كافية بحدّ ذاتها لِاكتساب الكفايات.
  • فإنّ التطبيق الفعّال للمعارف في مواقف واقعية يتطلب مهارات إضافية مثل التفكير النقدي وحلّ المشكلات والتواصل.

خاتمة:

يُقدّم بيرنوا في هذا النص تحليلاً نقديًا قيّمًا لمفهوم الكفايات، ويُقدّم تعريفه الخاص الذي يُركّز على الدمج والتعقيد والتطور والتكيف. وتُساهم أفكاره في فهم أكثر عمقًا لِماهية الكفايات وكيفية تطويرها.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال