حركة الشمس وجريها.. الجري نحو نجم النسر الواقع (فيجا) والدوران حول نفسها. مدار الشمس حول مركز مجرتها وجريها مع الكواكب السيارة نحو نقطة فى كوكبة هرقل

يثبت القرآن الكريم جري الشمس قال تعالى: (والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العلي) [يس 38].

والشمس تجرى بسرعة 19 كم/ ث نحو نجم النسر الواقع، وتدور الشمس حول نفسها مرة كل 27 يوماً فى المتوسط معها مجموعتها الشمسية بسرعة فائقة تبلغ 22 كم/ ث حول مركز المجرة التى تدور حول نفسها مرة كل 250 مليون سنة. 

وفي مستقر الشمس وجوه: منها أنه حد مؤقت مقدر تنتهى إليه من فلكها فى آخر السنة، أو أنه منتهى لها من المشارق والمغارب لأنها تتقصاها مشرقا مشرقا ومغربا مغربا حتى تبلغ أقصاها ثم ترجع، أو إلى حد لها من مسيرها كل يوم وهو المغرب، وقيل مستقرها أجلها الذى أقر الله عليه أمرها فى جريها فاستقرت عليه وهو آخر السنة وقيل الوقت الذى تستقر فيه وينقطع جريها وهو يوم القيامة.

أو الليل أو أن ذلك المستقر ليس بالنسبة إلى الزمان بل هو للمكان فإن أصحاب الهيئة قالوا: الشمس فى فلك والفلك يدور فيدير الشمس، فالشمس تجرى مجرى مستقرها وقد ثبت فى ذلك حديث النبى ص يقول يا أبا ذر أتدرى أين تغرب الشمس؟ قلت الله ورسوله أعلم. قال "فإنها تذهب  حتى تسجد تحت، العرش فذلك قوله تعالى :( والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ) [يس 38 ]، وسجودها تحت العرش إنما هو بعد الغروب وهذا يرجح الرأى القائل بأن المستقر هو المغرب. 
فالشمس تتحرك وتجرى وتدور فى فلكها كما أخبر بذلك القرآن الكريم والحديث الصحيح.

ويوضح القرآن حركة الشمس و دورانها فى قوله تعالى (وهو الذى خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل فى فلك يسبحون) الأنبياء 33 الضمير للشمس والقمر والمراد بهما جنس الطوالع كل يوم وليلة.

قال ابن عباس يدورون كما يدور المغزل فى الفلكة، فلا يدور المغزل إلا بالفلكة ولا الفلكة إلا بالمغزل كذلك النجوم والشمس والقمر لا يدورون إلا به ولا يدور إلا بهن[29].

ويقول تعالى: (وسخر لكم الشمس والقمر دائبين) [إبراهيم 33] أي يدأبان فى سيرهما وإنارتهما ودرئهما الظلمات وإصلاحهما ما يصلحان من الأرض والأبدان والنبات.

وقال فى آية أخرى: (وسخر الشمس والقمر كل يجرى إلى أجل مسمى) [لقمان 29 ]، فالشمس والقمر كل واحد منهما يجرى فى فلكه ويقطعه إلى وقت معلوم الشمس إلى آخر السنة والقمر إلى آخر الشهر وعن الحسن الأجل المسمى يوم القيامة ، وقيل إلى غاية محدودة.

فالقرآن بذلك يؤكد حركة الشمس وجريها فى فلكها وأنها فى فلكها كالسابحة وذلك من خلال حركتها المستمرة الدائبة إلى وقت لا يعلمه إلا الله.

وتدل الأبحاث العلمية على أن الشمس تجرى بالنسبة لما حولها من النجوم بسرعة قدرت بحوالي 12 ميلا فى الثانية ولكنها فى دورانها مع المجرة التى هى واحدة من نجومها تجرى ضمن المجرة بسرعة 170 ميلا فى الثانية والشمس تنطلق نحو النسر الواقع (فيجا).

وفى قوله تعالى: (والشمس تجرى لمستقرلها) [يس 38] إشارة عظيمة فالفعل (تجري) يدل عند المفسرين والناس الذين لم يعيشوا عصر العلم على حركة الشمس الظاهرة من الشرق إلى الغرب. وهو يعبر عن حركة حقيقية أثبتها العلم الحديث للشمس.

والفعل لا يدل فقط على حركة انتقالية ذاتية للشمس ولكن أيضاً يدل على عظم الحركة لأن الجرى طبعا أدل على السرعة من السير وقال تعالى: (وهو الذى خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل فى فلك يسبحون) [الأنبياء 33] ففي قوله تعالى: (تجرى) و (كل فى فلك يسبحون) تعبير عن مدار الشمس حول مركز مجرتها بأسلوب علمي.

وأثبت العلم عدة حركات للشمس، فهى تجرى أولا ومعها الكواكب السيارة نحو نقطة فى كوكبة هرقل، وتجرى حول مركز المجرة اللبنية، بالإضافة إلى جريانها مع المجرة اللبنية ومجموعة المجرات المحلية فى اتجاه ما يسمى بالجاذب العظيم.

والقرآن يشير إلى ذلك مجملا بقوله تعالى: (والشمس تجرى لمستقرلها) [يس 38 ]وقوله: (كل فى فلك يسبحون) [الأنبياء 33 ]، فالفعل (تجري) لم يحدد جريا معينا وإنما أطلق حركة الشمس سواء كانت مع الكواكب أو مع المجرة، وقوله: (كل) يقصد به حركة كل الكواكب والنجوم والمجرات، فالكل يتحرك خضوعا لله عز وجل.

ويدل أيضا على حركة الشمس عملية الشروق والغروب فهى  لا تتم إلا بحركة الشمس من المشرق إلى المغرب يقول تعالى: (حتى إذا بلغ مغرب الشمس) [الكهف 86]  وقوله تعالى: (حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا) [الكهف 90] وقوله تعالى: (ثم استوى إلى السماء وهى دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين) [فصلت 11]، فهنا توضح الآية حركة السماوات والأرض بما فيها والشمس والمجموعة الشمسية من السماء. والشروق والغروب لا يتصور والشمس ثابتة لا تتحرك، فلابد من حركتها حتى تنتج تلك العملية.

وبالنظر إلى ما ورد فى الكتاب المقدس يوجد قوله (من أقصى السموات خروجها ومدارها إلى أقاصيها) (مز 19: 6) فهنا يصرح بخروج الشمس ودورانها فى مدارها، (الشمس تعرف مغربها) (مز 104 : 19) فهذا دليل آخر على أنها تعرف مغربها أى أنها تتحرك من المشرق لتصل إلى المغرب. فالشمس ليست ثابتة وساكنة وإنما هى نجم كباقى النجوم يتحرك فى السماء.

ويدل أيضا على حركة الشمس عملية الشروق والغروب (وإذا أشرقت الشمس على الأرض) (تك 19: 23) (ودعا الأرض من مشرق الشمس إلى مغربها) (مز 5: 1) (فوقفت الشمس فى كبد السماء ولم تعجل للغروب) (يش 10: 13) (لأن الشمس أشرقت بالحر) (يع 1: 11) فهذه النصوص تؤكد حركة الشمس من المشرق إلى المغرب وخطأ من يقول بثباتها.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال