طاقة الشمس.. احتراق الهيدروجين فى جو الشمس. مساعدة النبات على النمو بإتمامها عملية البناء الضوئى

طاقة الشمس هى التى تساعد جميع أنواع الحياة على الأرض والمصدر الحقيقى للطاقة الشمسية المنبعثة يعرف الآن بأنه الطاقة النووية التى تتحرر طبقا لمعادلة إينشتين والتى عبر عنها القرآن الكريم قال تعالى: (وجعل الشمس سراجا) [نوح 16] وهذا يدل على احتراق الهيدروجين فى جو الشمس كالسراج ونتيجة هذا الاحتراق تتولد الحرارة.

وفي أقوال المفسرين ما يدل على مدلول التعبير القرآنى لكلمة (سراجا) فى قوله تعالى: (وجعلنا سراجا وهاجا) [النبأ13] حيث إن معنى كلمة  متلألئا وقّاداً يعنى الشمس وتوهجت النار إذا تلمظت فتوهجت بضوئها وحرها.

وتعنى كلمة السراج أنها الشمس المضيئة التى تبعث الحرارة اللازمة للأرض وما فيها من الأحياء وفى السراج توقد حرارة وضوء وهو ما يتوافر فى الشمس. فاختيار كلمة سراج دقيق كل الدقة.

فالقرآن يصف القمر بأنه نور أما الشمس فيصفها تارة بأنها ضياء وأخرى سراج، وهنا يشبه القرآن الشمس بأنها كالسراج فى ضوئه وحرارته ليؤكد على أن الضوء والحرارة فى الشمس يفوق الوصف.

     والشمس فى الكتاب المقدس توصف بأنها نور أو سراج "النور الأكبر لحكم النهار" (تك1 : 16) وعن حرارتها (ولا شيئ يختفى من حرها) (مز 19:6) (لأن الشمس أشرقت بالحر) (يع 1:11) ويصف الشمس بالسراج (ولا يحتاجون إلى سراج أو نور شمس) (رؤ 22: 5) فوصف الشمس بهذين الوصفين يدل على شدة وتوهج الشمس ومكوناتها.

والقرآن يصف الشمس بأنها سراج فى موضعين آخرين قال تعالى: (تبارك الذى جعل فى السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمراً منيراً) [الفرقان 61]، وقوله: (وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا) [نوح 16]. والموضع الثالث فى قوله: (وجعلنا سراجا وهاجا) [النبأ13].

فالقرآن الكريم والكتاب المقدس لا تعارض بينهما فى وصف الشمس بالسراج وشدة حرارة باطنها فهما لم يفصلا فى الحديث عن مكوناتها إلا أن الاكتفاء بلفظ السراج  أبلغ وأدل.

ويتفرع عن هذا وجود فرق بين الشمس والقمر حيث وصف القمر بأنه منير أما الشمس فوصفت بأنها ضياء وسراج قال تعالى: (هو الذى جعل الشمس ضياء والقمر نورا) [يونس5] ويقول تعالى: (وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا) [نوح 16] ففى هاتين الآيتين حدد الفرق بين الشمس والقمر، فالشمس هى المضيئة والقمر منير أى عاكس لضوء الشمس فقط.

وقال تعالى: (هو الذى جعل الشمس ضياء والقمر نورا) [يونس 5] فالشمس سلطان النهار، والقمر سلطان الليل، فالضياء أقوى من النور، وجعل فى الشمس اشتعالا وضياءاً، وإن القمر نور أى فيه إنارة.

إن الشمس نجم ينتج باحتراقه الداخلى حرارة شديدة وضوء عظيم، والقمر ليس مضيئا بذاته بل هو يعكس الضوء الذى يستقبله من الشمس وهو كوكب خامل.

والأشعة التى تأتى من مصدر ضوئى مباشر يُسمى الضوء وتلك التى تأتى من مصدر ضوئى غير مباشر تسمى النور، فالشمس كالسراج تُعد مصدرا مباشرا للضوء أما القمر فهو يستمد نوره من الشمس ثم يعكسه على الأرض.

فوصف القرآن للقمر بأنه نور و الشمس بأنها ضياء أو سراج وهاج يدل على الفرق الشاسع بين القمر والشمس وعلى شدة حرارة وضوء الشمس.

والكتاب المقدس يذكر الفرق بين الشمس والقمر (فعمل الله النورين العظيمين النور الأكبر لحكم النهار والنور الأصغر لحكم الليل) (تك 1: 16 ) فسمى القمر نورا صغيرا) والشمس نورا كبيرا.

     والنور المذكور فى (تك 1: 3) صادر من الشمس وليس من الأرض) وهذا يتفق مع ما جاء فى عددى 4، 5. فلو كانت الأرض مثل النجوم تشع ضوءا لكان ضوؤها يشع من كل جانب ولصعب الفصل بين النهار والليل على الأرض، فالشمس تشع نورا و تضىء الأرض حتى يكون جانب مضاء والآخر فى ظلام ويكون هناك نهار وليل ولذلك فالشمس نجم مضىء "إن كنت قد نظرت إلى النور حين ضاء" (أى31: 26)  "وأنت هيأت النور والشمس "(مز 74 : 16).

أما القمر فهو جسم لا يضىء  "هو ذا نفس القمر لا يضىء والكواكب غير نقية فى عينيه " ( أى 25 : 5 ) فالقمر غير مضىء وكذلك الكواكب الأخرى لا تضىء ، والقمر فقط يعكس ضوء الشمس "تظلم الشمس عند طلوعها والقمر لا يلمع بضوء (إش 13: 10) ويكون نور القمر كنور الشمس (إش 3:26) فالقمر لامع بالضوء ونوره أقل من نور الشمس كما صرح بذلك الكتاب المقدس.

ووصفت الشمس بأنها ضياء أو سراج أو نور أكبر والقرآن وصفها بأنها ضياء أو سراج وهاج فلا اختلاف بين القرآن والكتاب المقدس، ولكن الكتاب المقدس يزيد فى وصف الشمس بأنها النور الأكبر وهذا معنى مستنبط من الضياء والسراج للشمس والنور للقمر، لأن القمر لما كان ضوؤه أقل من ضوء الشمس وهو عاكس لضوء الشمس والشمس هى المضيئة، فكلمة سراج تؤكد أن الشمس أقوى من القمر.
ويتكلم الكتاب المقدس عن الشمس والقمر والنجوم و أنها خلقت فى اليوم الأول.

غير أن الشمس لم تظهر هكذا إلا فى اليوم الرابع، وكذلك الكواكب كانت موجودة منذ اليوم الأول غير أن الأبخرة حجبتها عن الأرض ولم تتبدد إلا فى اليوم الرابع.

وتعينت وظيفة الشمس والقمر والنجوم وهى لفصل الأيام ومعرفة الأزمان والأوقات وحكم الليل والنهار بعد إتمام الخليقة، وهذا بالطبع غير مقبول علميا.

والقرآن الكريم يخبر عن وظيفة الشمس يقول تعالى: (هو الذى جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب) [يونس 5]، فحدد وظيفة الشمس والقمر وهى لمعرفة الأزمان وحساب الأوقات فبهما يتحدد الليل والنهار والفصول الأربعة من حركة الأرض حول الشمس، أى أنهما مخلوقتان لتنظيم حياة الناس على الأرض.

وأما ما حدده الكتاب المقدس من خلق الشمس (النور) فى اليوم الأول وحجبتها الأبخرة ثم ظهرت فى الأفق فى اليوم الرابع . فهذا تفسيرغير صحيح لتلك المسألة، لأن الكون كان كتلة واحدة ثم انفصلت أجزاؤه عن بعضها بعد ذلك، فتكون الشمس قد انفصلت فى اليوم الرابع بعد ذهاب الأبخرة عنها.

والشمس تساعد النبات على النمو بإتمامها عملية البناء الضوئى (تث 33: 14) (2 صم 23: 4) ويشار إليها بطهارتها "من هى المشرفة مثل الصباح جميلة كالقمر طاهرة كالشمس" (نش 6: 10).
أحدث أقدم

نموذج الاتصال