ملامح الحضارة الإسلامية.. حق الفرد في المجتمع المسلم في المساواة. تحرير الاقتصاد. تربية النشء وتنظيم معاملات الأفراد من حق الجار وخروج المرأة وزيها

للحضارة الإسلامية ركائز ودعامات كثيرة ساهمت في بلوغها هذه المرتبة العظيمة، من بين هذه العوامل حق الفرد في المجتمع المسلم في المساواة، فلا طبقية في الإسلام كلهم لآدم وآدم من تراب، ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى والناس سواسية كأسنان المشط– كما أعلى الإسلام من شأن الحرية.
بهذه المبادئ والمثل صنع الإسلام أمة جديدة من العرب وصب أوضاعها الاجتماعية المتردية في قالب سماوي فتحول التفكك ترابطاً، والغلظة وسوء الخلق رقة وأدبا، وحلت الفضيلة مكان الرذيلة، فكانت أمة الخير..
{كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}، بهذه القيم ساد العرب، وبها حرروا العالم وأدخلوه في دين الله الحق وأخرجوه من ظلام الكفر وظلام الجهل.
اهتم الإسلام بالاقتصاد فحرره من الاستغلال وجعله وسيلة تآلف وتوادد وتراحم، حرم المعاملات الربوية، والاحتكار وفرض للفقراء نصيباً في أموال الأغنياء وحث على الصدقة والبر وفعل الخيرات. {خذ من أموالهم صدقة تتطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم}، {وفي أموالهم حق للسائل والمحروم}.
قوم الإسلام الأخلاق وأعطاها حيزاً كبيراً وخصها بقدر كبير من التنظيم حين خلَّق رسول الهدى صلى الله عليه وسلم بالخلق العظيم.. {ن، والقلم وما يسطرون، ما أنت بنعمة ربك بمجنون، وإن لك لأجراً غير ممنون، وإنك لعلى خلق عظيم}، {ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك}. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق}، ويقول صلى الله عليه وسلم {أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقاً}.
ومما يدخل في صياغة المجتمع المسلم تربية النشء، وتنظيم معاملات الأفراد من حق الجار، وحق المريض، وحق الطريق، وخروج المرأة وزيها، وغيرها من قواعد السلوك القويم، كل هذه القيم وغيرها كانت أساس الحضارة الإسلامية الرائدة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال