وضعية السارد في رواية الساحة الشرفية.. السارد / الشخصية. القيام بالأفعال (المشاركة في الأحداث) والحكي (السرد)

وضعية السارد في رواية "الساحة الشرفية":

السارد/الشخصية:

تتميز رواية "الساحة الشرفية" للكاتب المغربي عبد القادر الشاوي باستخدامها لنوع السارد/الشخصية، حيث يتولى الراوي مهمة السرد والحكي، ويكون في نفس الوقت مشاركًا في الأحداث، وذلك من خلال استخدام ضمير المتكلم "أنا".

خصائص السارد / الشخصية في الرواية:

  • المعرفة: يتمتع السارد بمعرفة واسعة بالأحداث والشخصيات، ويروي لنا ما عرفه من خلال تجاربه الشخصية ومشاهداته.
  • المصداقية: يُضفي استخدام ضمير المتكلم على السرد صفة الصدق والمصداقية، وذلك لأن القارئ يشعر بأن السارد يروي له أحداثًا عاشها بنفسه.
  • التفاعل: يُشارك السارد في الأحداث بشكل مباشر، ويتفاعل مع الشخصيات الأخرى، مما يُضفي على السرد حيوية وتشويقًا.
  • التنوع: يُقدم السارد وجهات نظر مختلفة حول الأحداث، وذلك من خلال تفاعله مع الشخصيات الأخرى وإبداء رأيه في المواقف المختلفة.

أمثلة على استخدام السارد / الشخصية في الرواية:

  • "عندما وصلت براندة" (ص5): يُشير هذا الجملة إلى مشاركة السارد في الأحداث من خلال وصوله إلى قرية براندة.
  • "الخطبة الطويلة التي كنت قد مللت سماعها، وما طلبي للعزلة الأدبية هنا إلا إصراري على إنكار فحواها". (ص:84): يُعبّر السارد عن مشاعره الشخصية من خلال استخدام ضمير المتكلم.
  • "وفي لحظات كثيرة كنت أسألني: ألا أكون بهذا الهروب قد ظلمت نفسي؟" (ص:87): يُظهر هذا الجملة حوارًا داخليًا للسارد مع نفسه، مما يُضفي على الشخصية عمقًا وتعددية أبعاد.
  • "يا سعد خض في الهناءة" (ص: 87): يخاطب السارد نفسه باستخدام ضمير المتكلم، مما يُشير إلى مشاركته المباشرة في الأحداث.

استخدام السارد العليم في فصل "سعد الإبرامي":

في فصل "سعد الإبرامي" (ص ص:211 -233)، يتحول السارد من مشارك في الأحداث إلى موضوع للسرد، حيث يتم استخدام ضمير الغائب "هو" للإشارة إلى سعد.
ويُمكن تفسير ذلك بعدة أسباب:
  • تقديم وجهة نظر خارجية: قد يكون استخدام السارد العليم في هذا الفصل هادفًا إلى تقديم وجهة نظر خارجية حول شخصية سعد، وذلك من خلال عرض آراء الآخرين فيه.
  • الموضوعية: قد يكون استخدام ضمير الغائب هادفًا إلى إضفاء صفة الموضوعية على السرد، وذلك من خلال تجنب التعبير عن مشاعر سعد الشخصية.
  • التنوع: قد يكون استخدام نوعين مختلفين من السرد هادفًا إلى إضفاء التنوع على الرواية، وجذب انتباه القارئ.

عودة السارد / الشخصية في الفصل الأخير:

  • في الفصل الأخير من الرواية، يعود السارد إلى استخدام ضمير المتكلم، مما يُشير إلى عودته إلى المشاركة في الأحداث.
  • ويُمكن تفسير ذلك بأن سعد قد تمكن من تجاوز تجربته السابقة، وأصبح مستعدًا لبدء حياة جديدة.

خاتمة:

يُعدّ استخدام السارد/الشخصية من أهمّ العناصر في رواية "الساحة الشرفية"، وذلك لقدرته على خلق تفاعل مباشر بين القارئ والشخصيات، وجعل القارئ يشعر وكأنه يعيش الأحداث بنفسه.
كما يُساهم استخدام السارد العليم في فصل "سعد الإبرامي" في إضفاء تعددية على السرد، وتقديم وجهة نظر مختلفة حول شخصية سعد.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال