الأسس المعرفية والبيولوجية للكفايات والاستراتيجية البيداغوجية المناسبة للتدريس بواسطة الكفايات انطلاقا من التحديد الدقيق لآفاق التربية المستقبلية

- ما هي الأسس المعرفية والبيولوجية للكفايات؟
 - ثم ماهي الاستراتيجية البيداغوجية المناسبة للتدريس بواسطة الكفايات انطلاقا من التحديد الدقيق لآفاق التربية المستقبلية في بلادنا؟
 - كبف نحدد الكفايات الأساسية في مجال "الذكاء البلاغي" الذي يشمل مختلف مكونات الدرس الأدبي في الثانوية المغربية؟

إن الدخل المناسب لبيداغوجيا الكفايات هو المعرفة الدقيقة أولا بطبيعة القدرات - الذكاءات الإنسانية وعلاقاتها المتشابكة بالجهاز العصبي والبنية الوراثية للأفراد مما يخول للدارسين والمربين التنبؤ بآفاق التربية المستقبلية المناسبة لكل فرد، في مختلف الحالات والوضعيات بالنظر إلى طبيعة المجتمع الذي ينتمي إليه.

كما أن نقل استراتيجية التدريس بالكفايات إلى مجال الذكاء البلاغي بوصفه جزءا من الذكاء اللغوي يقتضي خلق منافذ لتفاعل المفاهيم البيداغوجية والبلاغية.

وهذا مايترتب عنه التحديد الدقيق، نسبيا، لمختلف الكفايات اللغوية والبلاغية ضمن استراتيجية تنتقل من الكفايات الوصفية إلى الكفايات التأويلية التي تجعل من المتعلم المغربي في المرحلة الثانوية قادرا على استثمار الأنساق السردية والحجاجية والشعرية خلال سياقات إبداعية ونقدية أو عملية مختلفة.

وعليه، إذا كانت بلادنا قد اختارت الانتقال من بيداغوجيا الأهداف إلى بيداغوجيا الكفايات مع ما يستلزمه ذلك من ضرورة الانفتاح على العلوم المعرفية المعاصرة، فإن ذلك الانتقال يفرض، كذلك، استثمار العلوم اللسانية والبلاغية الجديدة لتنمية الذكاء البلاغي لدى المتعلمين.

ومن ثم، يتغيى هذا الكتاب تقديم استراتيجية تفاعلية تراعي مقتضيات ذلك التحول التربوي والحضاري الهام الذي تعيشه منظومتنا التربوية المعاصرة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال