في المنتصف الثاني من الثمانينات (تقريباً عام 1987 م) تم إنشاء الجناح العسكري لمنظّمة الثورة الإسلامية في الجزيرة العربية، واتّفق على تسميتها بحزب الله الحجاز([1])، وكان هذا الحزب يتولّى العمليات الإرهابية في السعودية، والتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني لعمليات الإرهاب والفتنة في أيام الحج.
وتمّ تشكيل هذا الحزب عن طريق الحرس الثوري الجمهوري الإيراني، بإشراف ضابط المخابرات الإيراني: أحمد شريفي، وتمّ تجنيد بعض الشيعة السعوديين الذين يدرسون في «قم» الإيرانية.
ونظراً لاختلاف التوجّهات والنزاع على المرجعية السياسية في السعودية، مع قيام مصادمات شخصية بين أطراف في «حزب الله الحجاز» و «منظمة الثورة الإسلامية في الجزيرة العربية» فقد قرّر القادة المنسّقين في إيران بإشراف الضابط الإيراني: أحمد شريفي أن يتمّ التفريق بين الحزب وبين المنظّمة، مع إعطاء امتياز العمل العسكري لحزب الله الحجاز.
ففي حجّ عام 1407 هـ قام أفراد من حزب الله الحجاز بالتعاون مع الحرس الثوري الإيراني في مظاهرة كبيرة قصدوا منها قتل الحجاج وتدمير الممتلكات العامة، وإثارة الفتنة في المسجد الحرام والأماكن المقدّسة([2]).
كما قاموا بالتعاون مع حزب الله الكويتي في استعمال الغازات السامة في نفق المعيصم في مكة المكرمة، مما تسبب في جرح وقتل المئات من حجاج بيت الله الحرام.
وفي تاريخ 9/2/1417 هـ الموافق 25/6/1996 م قام أفراد من حزب الله الحجاز بتفجير صهريج ضخم في مجمع سكني في مدينة الخبر، وذلك بإيقاف هذه الشاحنة عند المجمع، ثم الهروب في سيارة مرافقة، وبعد أربع دقائق انفجر الصهريج، ومن أبرز المنفذين لتلك العملية والمتعاونين: هاني الصايغ، ومصطفى القصاب، وجعفر الشويخات، وإبراهيم اليعقوب، وعلي الحوري، وعبدالكريم الناصر وأحمد المغسل - ويُعتبر المسؤول عن الجانب العسكري في الحزب، وقائد عملية تفجير مجمّع الخبر -، وحسين آل مغيص، وعبدالله الجراش، والشيخ سعيد البحار، والشيخ عبدالجليل السمين.
بعد عملية تفجير المجمّع السكني في الخبر، تمّ القبض على هاني الصايغ في كندا وتمّ تسليمه للسعودية عن طريق أمريكا، وهرب عبدالكريم الناصر، وأحمد المغسل وإبراهيم اليعقوب وعلي الحوري إلى إيران، كما تمّ تهريب الشويخات من سوريا بعد أن تمّ إعلان موته في أحد السجون السورية بعد يوم من القبض عليه في سوريا بدعوى انتحاره! ويُقال أنّه قتل فعلاً في السجن عن طريق المخابرات السورية بتوجيه من إيران ليتمّ إخفاء وإعدام أحد مصادر معلومات عملية تفجير مجمّع الخبر السكني.
وأبرز كوادر هذا الحزب: عبدالكريم حسين الناصر - يُعتبر أحد القادة في الحزب -.
وهناك أيضاً: فاضل العلوي، وعلي المرهون، ومصطفى المعلم، وصالح رمضان، الذين تم القبض عليهم قبل عملية تفجير الخبر، إذ كانوا ينوون القيام بهذه العملية، مما حدا بأحمد المغسل أن يوكل العملية لخليّة أخرى - التي ذُكرت سابقاً-.
ومن أبرز رموزهم وقادتهم: الشيخ جعفر علي المبارك، وعبدالكريم كاظم الحبيل، وهاشم الشخص([3])، وكان هؤلاء يُعتبرون المنظّرين والداعمين لهذا الحزب.
وهناك مجموعات أخرى تشكل البناء الكامل للتنظيم، وللعلم فإن أفراد هذا الحزب يتلقون تدريباتهم في إيران ولبنان من أجل العمل على تنفيذ مخطّطاتهم في إسقاط الحكومات الإسلامية، وبناء نظام وحكومة موالية لإيران([4])!
ونظراً للقبض على كثير من رموز هذا الحزب، ورجوع بعض رموز المعارضة الشيعية من «منظمة الثورة الإسلامية في الجزيرة العربية» فقد تقرّر للحزب مواصلة العمل السياسي والإعلامي في الخارج، ولا يزال الحزب إلى الآن يقوم بإصدار النشرات التحريضية والدعوات الداعية للعنف ومقاومة الحكومة والإصرار على تحريرها من الحكومة السعودية([5])!، كما أنّ له موقعاً على الانترنت يقوم فيه بجمع ونشر إصداراته وإصدارات منظمة الثورة الإسلامية.
([1]) تم تسميته بـ(الحجاز) لأن هؤلاء لايؤمنون بشرعية الدولة السعودية، ولأن إمامهم (الخميني) كان يطلق على السعودية اسم (الحجاز)، مع أنّ هذا الاسم ليس دقيقاً، خصوصاً وأن الحجازيين سنة، ويتبرؤون من الشيعة.
([2]) انظر في تورّط الحرس الثوري الجمهوري الإيراني في هذه الأحداث في كتاب: الحرس الثوري الإيراني، كينيث كاتزمان، ص 195.
وقد صرّح صاحب كتاب: الآثار النبوية، للمغربي، ص 11 ، بمشاركة شيعة السعودية إلى جانب الإيرانيين في هذه الأحداث.
وأيضاً صرّحت وأدانت جامعة الدول العربية أعمال النظام الإيراني في مكة المكرمة، وأعمال الشغب في حج 1407 هـ، وكذلك بقية التهديدات الإيرانية لدول الخليج والدول العربية، كما في: قرارات جامعة الدول العربية (ق 4695 - د.غ.ع - 25/8/1987 م).
([3]) وهؤلاء الثلاثة كلهم حاصلين على لقب (حجة الإسلام والمسلمين) والذي يدل على بلوغ بداية الاجتهاد، وبلوغ مرتبة علمية كبيرة بين الشيعة.
([4]) المعلومات الواردة تم استقاؤها من جريدة الرياض ، الثلاثاء 4 ذي القعدة 1426 هـ - 6 ديسمبر 2005 م - العدد 13679، وكتاب: الأحزاب والحركات والجماعات الإسلامية 2/581 - 601، وشبكة الانترنت، ومصادر أخرى.
([5]) انظر مثلاً: بيان حزب الله الحجاز المؤرّخ في 9/3/2005 م.
التسميات
فروع حزب الله