وضح هذه المسألة وضّاح شرارة، فقال:
«كما كان لبنان ساحة مهمة لعمل الحركات الخمينية وكان على لبنان أن يصطلي بنار أرادت الحركة أن تستمر إلى تحقيق أهدافها، فهذا إبراهيم السيد الناطق السابق باسم حزب الله يقول: إن الأساس في لبنان بالنسبة إلينا أن يبقى ساحة وموقعاً للصراع مع (إسرائيل)، إن مصلحة الإسلام أن يكون لبنان كذلك»([1]).
وعندما خطف الحزب الجنديين الإسرائيليين وصدق أتباع الحزب بتلك المسرحية وخرج لنا في قناة «المنار» اللبنانية (حسن نصر الله) في يوم الجمعة بتاريخ 14 يوليو 2006 م، وقال: «من الآن فصاعداً أنتم أردتم حرباً مفتوحة فلتكن حرباً مفتوحة. أنتم أردتم، حكومتكم أرادت تغيير قواعد اللعبة فلتتغير إذاً قواعد اللعبة. أنتم لا تعرفون اليوم من تقاتلون، أنتم تقاتلون أبناء محمد وعلي والحسن والحسين وأهل بيت رسول الله وصحابة رسول الله. أنتم تقاتلون قوماً يملكون إيماناً لا يملكه أحد على وجه الكرة الأرضية. وأنتم اخترتم الحرب المفتوحة مع قوم يعتزون بتاريخهم وحضارتهم وثقافتهم وأيضاً يملكون القدرة المادية والإمكانات والخبرة والعقل والهدوء والحلم والعزم والثبات والشجاعة. الأيام المقبلة بيننا وبينكم إن شاء الله».
وختم قائلاً: «أما للحكام العرب، لا أريد أن أسألكم عن تاريخكم، فقط كلمة مختصرة، نحن مغامرون، نحن في حزب الله مغامرون نعم، ولكننا مغامرون منذ عام 1982 م. لم نجرَّ إلى بلدنا سوى النصر والحرية والتحرير والشرف والكرامة والرأس المرفوع. هذا هو تاريخنا، هذه هي تجربتنا، هذه هي مغامراتنا».
وبعد أن دمر لبنان وأزهقت الأنفس بسبب تلك المسرحية التي قام بها الحزب والتي أعطت الضوء الأخضر للصهاينة في تدمير لبنان، وبعد أن أثقل لبنان بمليارات الدولارات قال نصر الله لقناة (New TV) اللبنانية في يوم الأحد 3/8/1427 هـ الموافق 27/8/2006، أنه لو علم بأن عملية أسر الجنديين الإسرائيليين كانت ستقود إلى الدمار الذي لحق بلبنان ما أمر بها.
وأوضح حسن نصر الله أن القيادة في الحزب لم تتوقع ولو 1 % أن تؤدي عملية الأسر إلى هجوم عسكري بهذه السعة، «لأن عدواناً بهذا الحجم لم يحصل في تاريخ الحروب». وأكد أن حزب الله لا ينوي شن جولة ثانية من الحرب مع إسرائيل.
والمحصلة النهاية بعد انتهاء تلك المسرحية هي ازدياد عدد الأسرى والقتلى اللبنانيين وسيطرة العدو الإسرائيلي على جنوب لبنان ومحاصرة لبنان جواً وبحراً!
فهل سيطالب اللبنانيون بمحاكمة زعيم الحزب بسبب تلك المصائب التي جرَّها على لبنان؟
ويا ليت شعري ما دور الحكومة اللبنانية التي يصدق عليها قول الشاعر:
ويقضى الأمر حين تغيب تيم ولا يستأمرون وهم شهود
إذا كان أخطر قرار في الدولة؛ وهو إعلان الحرب على دولة أخرى يتم دون علمها، ولا يؤخذ رأيها فيه، وإيقاف الحرب يتم دون مشورتها!
فمن يحكم من!؟ ومن يرأس من!؟
وبأي نظم ودساتير يكون هذا!!؟
وما هو الدور المناط بالحكومة اللبنانية والذي يجب أن تفعله لشعبها ومواطنيها التي دمرت ممتلكاتهم وقتل أهاليهم ولحق الدمار ليشمل البنية التحتية للبنان وتدمير مقوماته الاقتصادية.
فهل سيحاسب المتسبب أو طائفته؟؟
إن أخشى ما نخشاه أن يحاسب هذا الحزب الحكومة أو أهل السنة في الجنوب أو المخيمات الفلسطينية في أي تهمة معلبة وجاهزة.
وثمة سؤال يطرح نفسه:
لماذا ترفض إسرائيل وأمريكا التفاوض مع حكومة حماس التي اختارها الشعب بمحض إرادته وهي حكومة رسمية شرعية!
ويتفاوضون مع حزب الله! الذي يمثل دولة داخل الدولة، أو عصابة مافيا تختص في خطف جنديين إسرائيلين لتدك إسرائيلُ لبنانَ ومقومات لبنان، إذا أخذنا بالاعتبار أن (عباس الموسوي) سلف (حسن نصر الله) سبق وأن خطف جنديين إسرائليين في منتصف شهر شباط من عام 1986 م والذي أعقبه اجتياح إسرائيل للأراضي لبنانية([2]) وألحق الدمار في لبنان ومقومات لبنان.
وإننا نرى بأن خطف جنديين إسرائيلين هو إعطاء إسرائيل مسوغ أو مبرر لتدمير لبنان متى ما أردت إسرائيل ذلك، ولا نستبعد أن تتكرر هذه العملية مرة أخرى من حسن نصر الله أو من غيره، إذا ترك الوضع لهذا الحزب على ما هو عليه.
وصدق من قال بأن من مصلحة إسرائيل بقاء حزب الله ومن مصلحة حزب الله بقاء إسرائيل!
([1]) كتاب: (دولة حزب الله) وضاح شرارة ص 336.
([2]) أمير القاقلة - السيرة الذاتية لسيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي. تقديم/حسن نصر الله، للشيخ محمد علي خانون، ص 101.
التسميات
حزب الله