حزب الله حريص على القتال في أرض لبنان فقط، وهو لا يتجاوز الحدود اللبنانية ولن يتجاوزها، يوالي كل لبناني مهما كانت عقيدته (نصراني ماروني أو درزي أو أي عقيدة كانت) بشرط أن يكون ذلك الشخص موافقاً للحزب في توجهاته، ومن كانت هذه توجهاته فلا يعتبر عمله عملاً إسلامياً جهادياً ولا يعتبر قتاله من أجل إعلاء كلمة الله، فعن أبي موسى الأشعري ض قال: جاء رجل إلى النبي ص فقال: يا رسول الله، الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليُرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ قال: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله»([1]).
قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله في شرحه للحديث: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله» قال: المراد بكلمة الله هي دعوة الله إلى الإسلام([2]).
قلت: والدعوة التي يقاتل من أجلها حزب الله هي إلى الحدود اللبنانية فقط، ولتكون عقيدة الرفض هي الأعلى (فهي لا تقاتل من أجل الأرض فحسب، بل للتمكين لعقيدة التشيّع والعمل على مدّ نفوذه). وإذا كان الحزب يعتبر عمله جهاداً في سبيل الله فلماذا لم يتحرك عندما قتل أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي رحمهما الله ولم يقصف اليهود ولو بصاروخ واحد!!
أليس الدفاع عن أرض فلسطين المحتلة أولى القبلتين أَولى من القتال في لبنان من أجل تحقيق الأطماع والأهداف السياسية الإيرانية السورية؟!
وها هو أمين عام الحزب حسن نصر الله، يعترف أن قتاله لليهود ليس من منطلق (عقدي)، فبعد أن انتهت الحرب الإسرائيلية على لبنان والتي دامت 34 يوماً، وبعد تدمير البنية التحتية للبنان بسبب مسرحية أسر الجنديين الإسرائيليين، قال أمين عام حزب الله (حسن نصر الله) في مقابلة تلفزيونية بثَّت يوم الأحد 27/7/2006 مع قناة New TV اللبنانية، قال:
«إنه لو علم بأن عملية أسر الجنديين الإسرائيليين كانت ستقود إلى الدمار الذي لحق بلبنان لما أمر بها، وأوضح أن القيادة في الحزب لم تتوقع ولو 1 % أن تؤدي عملية الأسر إلى هجوم عسكري بهذه السعة، «لأن عدواناً بهذا الحجم لم يحصل في تاريخ الحروب». وأكد أن حزب الله لا ينوي شن جولة ثانية من الحرب مع إسرائيل»([3]). فكشف عن نفسه بهذا التصريح، وأنّه منهزمٌ وليس منتصراً، فهو بهذا يصفع صفعةً قوية قفا كل من صفًّق له وأُعجب به.
إنّ هذا هو منهج المذهب الشيعي؛ العمل فيما يخصّ مصلحته الذاتية، دون ما يخصّ مصالح الأمّة الإسلامية، بل يعمل على نسف هذه المصالح إن كانت تضرّ بمصلحته، ولذلك فقد قال د.علي عبدالباقي: «إنني لاحظت أن الأداء الشيعي، سواء في إيران أو العراق أو أفغانستان أو غيرها، كان أداءً طائفياً، لا ينطلق من منطلقات خدمة الأمة ومصالحها، وإنما ينطلق من مصالح ذاتية طائفية ضيّقة، حتى وإن كانت تتعارض مع مصالح الأمة»([4]).
([1]) أخرجه البخاري، كتاب الجهاد، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، برقم 2810؛ ومسلم، كتاب الإمارة، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، برقم 1904.
([2]) انظر كتاب «فتح الباري شرح صحيح الإمام البخاري» لابن حجر العسقلاني رحمه الله (6/34).
([3]) وانظر أيضاً هذا التصريح في جريدة الشرق الأوسط - عدد 10135 - تاريخ 28/8/2006م.
([4]) د.علي عبدالباقي، من مقالٍ له منشور في موقع مفكرة الإسلام، بعنوان: هل تكون حرب العصابات أملنا في هزيمة بني صهيون؟ 21/8/2006 م.
التسميات
عقيدة حزب الله