أهل السُّنة في لبنان يعيشون في ظلم واستبداد، بسبب تكالب الرافضة والنصيرية الذين يدعمون فرقة الأحباش التي تحارب أهل السُّنة وتشككهم في عقيدتهم، بالإضافة إلى تسلُّط حزب الله الرافضي المدعوم من إيران، فمثلاً يوزع الرافضة والأحباش والنصيرية كتبهم في لبنان بالآلاف مجاناً، وهي كتب تدعو إلى عقائدهم، بينما أهل السُّنة يخافون من طباعة الكتب العلمية التي تردُّ على تلك الفرق ويخافون من الاعتقال وأن تصادر كتبهم إذا بادروا ولو بالإشارة إلى عقيدة الرافضة، على نحو ما جرى من مصادرة كتاب «لله ثم للتاريخ»، والحكم بالسجن على من طبع ذلك الكتاب. ومثل ذلك ما وقع على المطبعة التي طبعت كتاب «صب العذاب على من سبَّ الأصحاب» للآلوسي، حيث هدد أصحابها إن أعادوا طباعته فإنهم سيحرقون المطبعة بكاملها.
بل إن أهل السُّنة في لبنان وبسبب تسلُّط هؤلاء عليهم أصبحوا كبش فداء، فلا يحصل عمل إرهابي أو تفجير أو غيره إلا ويُتَّهم أهل السُّنة ويحقق معهم بل وقد يسجنون سنوات بسبب بعض التهم غير الثابتة عليهم، كما هو مشاهد في لبنان - كان الله في عونهم -.
والدكتور محمد علي الجوزو مفتي جبل لبنان في مجلة «فجر الإسلام» يشتكي إلى الله من ظلم وتجبر حزب الله في استيلائه على مساجد السُّنة، فبعد أن تحدّث عن ما يسمّى انتصار حزب الله في جنوب لبنان يقول:
«هذا الانتصار على ما يبدو دفع بعض شباب حزب الله لمحاولة السيطرة على مساجد أهل السُّنة والجماعة في الجنوب وفي جبل لبنان، فقد تكررت المحاولات، وآخرها محاولة السيطرة على مسجد النبي يونس في الجية.
وفي بلدة الجية يتعاون حزب الله مع حركة أمل، مع الشيخ عبدالأمير قبلان على اغتصاب أوقاف السُّنة، حيث أصدر المجلس الشيعي الأعلى قراراً بتأليف لجنة لأوقاف الشيعة في الجية، ثم ادعت هذه اللجنة على المديرية العامة للأوقاف الإسلامية السُّنية في بيروت بأنها صاحبة حق في أوقاف الجية، وهي عبارة عن أربعة عشر ألف متر مربع تقع على شاطئ البحر، وقد أقيم عليها مسجد النبي يونس ومدرسة رسمية تابعة لهذه الأوقاف ومدرسة ثانوية.. ومقابر..
والقضية تعرض أمام القضاء اللبناني، في الوقت الحاضر، حيث وضعت إشارة على هذه العقارات، ومن خلال هذه الإشارة يحاول المتعصبون من المنتمين إلى اللجنة الشيعية إيذاء أهل السُّنة في أوقافهم وفي مسجدهم، حيث كان أهل السُّنة يعملون على ترميم وبناء مسجدهم من جديد، فرفع هؤلاء قضية بحجة تخريب المسجد، وعملوا على إيقاف عمليات الترميم...
وهكذا تحولت القضية إلى قضية مذهبية لجأ فيها شيعة الجية إلى استفزاز أهل السُّنة والجماعة بوضع مكبرات الصوت على سطح المسجد وإعلان الأذان الذي يتضمن كلمة (وأن علياً بالحق ولي الله) لأول مرة في تلك البلدة، تجاوزوا حدود اللياقة والأدب في تناول مركز الإفتاء والأوقاف، وأخذوا يكيلون الألفاظ البذيئة ويعبرون عن مشاعر الحقد والكراهية بأسلوب سوقي يعمل على إثارة الفتنة والضغينة بين المسلمين..
ورغم تدخل عدة شخصيات مسؤولة كبيرة لإطفاء هذا الحريق، وسحب القضية، فإن اللجنة الشيعية ومن ورائها حزب الله وحركة أمل، والمجلس الشيعي الأعلى ممثلاً بالشيخ عبدالأمير قبلان يستمرون جميعاً في السير قدماً نحو استلاب حقوق السُّنة، وتزوير التاريخ، تنفيذاً لرغبات شباب طائش في الجية.
صحيح أن مديرية الأوقاف الإسلامية السنية تملك جميع المستندات العقارية والتاريخية التي تثبت حقها التاريخي في تولي أوقاف النبي يونس في الجية، ولكن الأمر يتفاقم بسبب محاولات الاستفزاز الدائمة التي تحاول أن تثير المشكلات مع شباب الجية من أهل السُّنة والجماعة لسبب ولغير سبب؟!»([1]).
وقد جرت محاولات عديدة للاستيلاء على بعض مساجد أهل السُّنة في لبنان، ونجحوا في الاستيلاء على بعضها، وليس مسجد (الجية) وحده، فقد استولوا على مسجد (الظاهر بيبرس) في بعلبك، بعد أن منعوا ترميمه، وأطلقوا عليه اسم (مسجد رأس الحسين)، كما استولوا على مسجد (علي بن أبي طالب) في منطقة المعشوق، قرب صور، وأطلقوا عليه اسم (مسجد الوحدة الإسلامية)، واستولوا على (مسجد الشبريحا) قرب صور، وسموه (مسجد الكاظم)، أما مسجد صور القديم (مسجد الفاروق عمر) فإنهم لا يتردّدون عن القول صراحةً في بعض مؤتمراتهم وفي أدبياتهم إنّه كان للشيعة، وإنّ أهل السُّنة استولوا عليه في ظل الخلافة العثمانية، وذلك من أجل تمهيد الاستيلاء عليه في المستقبل!.
وتجدر الإشارة إلى أنّهم ينفّذون مخطّطات خبيثة للسيطرة على أبرز المدن في لبنان، وتحويل طابعها من سني، إلى شيعي، وقد نجحوا في مدينة صور خلال أقلّ من قرن من الزمن، ويحاولون الآن في غيرها مثل صيدا وبيروت.
كما نشير إلى دور النظام السوري في إضعاف أهل السُّنة والجماعة في لبنان، على مرأى ومسمع من الأنظمة العربية التي وقفت مكتوفة الأيدي إزاء هذا المخطّط، في الوقت الذي عمل فيه هذا النظام على تقوية الشيعة، فتمّ إمدادهم بالمال والسلاح، بينما تمّ ضرب أهل السُّنة بشكلٍ متتابع، بدءاً من ضرب الفلسطينيين وإجبارهم على الانكفاء داخل المخيّمات، مروراً بالقضاء على حركة المرابطين، وحركة التوحيد، وانتهاءً بالقضاء على التنظيم العسكري للجماعة الإسلامية، وتحويله إلى حزبٍ سياسي.
وماذا بعد؟!
هذا هو حزب الله الشيعي يقوم بالاستيلاء على مساجد السُّنة في لبنان، وللأسف فإن كثيراً من المغفلين من أبناء جلدتنا فرحوا بانتصارات حزب الله المزعومة واعتبروه فتحاً عظيماً للإسلام والمسلمين، وما علم هؤلاء المساكين أن هذا الحزب يخدم مخططات إيران الرافضية في بلاد المسلمين، وما حزب الله في لبنان إلا بوابة إيران إلى البلدان العربية، ومن يموِّل حزب الله غير قيادتهم في إيران؟
([1]) مجلة فجر الإسلام، لقاء مع محمد علي الجوزو – مفتي جبل لبنان -.
التسميات
حزب الله