موقف حزب الله من الجهاد في سبيل الله.. الجهاد معطل عند الشيعة الإمامية الاثني عشرية حتى يخرج المهدي المنتظر من غيبته الكبرى

هل كان حزب الله يسعى أو يطمح إلى تحرير أي أرض إسلامية كفلسطين أو غيرها من البلدان الإسلامية المحتلة؟
الجهاد معطل عند الشيعة الإمامية الاثني عشرية حتى يخرج مهديهم من غيبته الكبرى التي يعتقدون بها، لأنهم يرون - كما صرّحت رواياتهم - بأنَّ «كل راية ترفع قبل راية الإمام - أي المهدي - فصاحبها طاغوت»([1]) يصالح اليهود والنصارى([2])، ويحكم بحكم آل داود - أي حكم اليهود -، ويهدم الكعبة، ويقاتل أهل السُّنة لأنهم هم أعداء الشيعة الإمامية كما تقول رواياتهم، ويخرج أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ويصلبهم ثم يحرقهم([3]).
وقد أجاب نعيم قاسم([4]) نائب الأمين العام لحزب الله عن هذه المسألة فقال: «وبما أن الجهاد العسكري الذي يتمثل بقتال العدو يرتبط بأبحاث هذا الكتاب مباشرة فسنركز بحثنا عليه.
يقسم الفقهاء الجهاد إلى قسمين:
1- الجهاد الابتدائي: وهو أن يبدأ المسلمون مواجهة الآخرين والدخول إلى أراضيهم لاعتبارات ليس لها علاقة باسترداد أرض أو التصدي لعدوان، فهذا مرتبط بالنبي r أو الإمام المعصوم ولا يعتبر مطروحاً في زماننا مع غياب الإمام المهدي الغائب والمنتظر (عج).
2- الجهاد الدفاعي: وهو أن يدافع المسلمون عن الأرض والشعب وعن أنفسهم عندما يتعرضون لاعتداء أو احتلال، وهذا مشروع بل واجب».
ثم قال في ص 51: «لكن قرار الجهاد مرتبط بالولي الفقيه، الذي يشخص الحالة التي ينطبق عليها عنوان الجهاد الدفاعي، والذي يحدد قواعد المواجهة وضوابطها، فمسؤولية الدماء عظيمة ولا يمكن زج المقاتلين في أي معركة من دون الاستناد إلى ما ينسجم مع وجوب الجهاد فيها وما يحقق أهدافها».
أقول: العبارات التي يطلقها الحزب وزعيمه حسن نصر الله في خطاباته المتلفزة والتي يؤكد فيها رغبة حزب الله اللبناني في تحرير الأقصى من اليهود مثل (يا أقصى قادمون) أو (زحفاً زحفاً نحو القدس) كلها عبارات (جوفاء) لا أصل لها، وليس أدلَّ على ذلك من قول حسن نصر الله مخاطباً الفلسطينيين في إحدى مقابلاته عندما سئل عن موقفه من أهل فلسطين، فقال: «إذا احتجتم إلينا فنحن معكم وكفى»!.
لأن عقيدة الإمامية هي: لا جهاد حتى يخرج المهدي (أي مهدي الشيعة الغائب).
وانظر أيها المسلم حتى الجهاد الدفاعي عندهم مرتبط بالولي الفقيه، فأفراد حزب الله لا يتخذون أي أمر ولا يفعلون أي فعل حتى يأذن لهم الولي الفقيه (الخامنئي) بجواز هذا العمل..! ثم تأمل الرواية الآتية، وبعدها ستعلم من هم الرافضة وهل هم بالفعل يجاهدون في سبيل الله؟
ففي الصحيفة السجادية الكاملة ص 16 ، عن أبي عبدالله u قال: «ما خرج ولا يخرج منا أهل البيت إلى قيام قائمنا أحد ليدفع ظلماً أو ينعش حقاً إلا اصطلته البلية وكان قيامه زيادة في مكروهنا وشيعتنا».
وقد أشار حسن نصر الله في الخطاب الذي ألقاه في (بنت جبيل) عقب الانسحاب الإسرائيلي عام 2000 م والذي حضره 100 ألف جنوبي، أشار حسن نصر الله إلى أن الحزب لن يشارك في أي عمل عسكري ضدّ إسرائيل لهدف تحرير القدس([5])!
ولذلك يقول الأمين العام لمجلس الأمن القومي حسن روحاني:
إنه في حال انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا في جنوب لبنان، لن يكون هناك مبرّر لمواصلة «حزب الله» عمليات المقاومة.
وعلل ذلك بقوله: «لأن حزب الله مقاومة تقتصر على الأراضي اللبنانية»([6]).
والسؤال:
أين فلسطين التي سيحرّرها حزب الله من اليهود الغاصبين!
إذن.. فالمذهب الشيعي لا يشمل أيّ مشروعٍ جهادي يحمل فكرة المقاومة والدفاع عن الأراضي المحتلّة، وقد صرّح بذلك الرئيس الإيراني: محمود أحمدي نجاد حيث قال:
«إيران لا تمثّل تهديداً للدول الأجنبية، ولا حتى للنظام الصهيوني»([7])!!
([1]) كتاب الغيبة للنعماني، ص 70.
([2]) هنا يبرز سؤال! لماذا إذا خرج مهدي الشيعة يُصالح اليهود والنصارى، ولا يحرّر بيت المقدس من اليهود الغاصبين!؟
([3]) راجع كتاب «الغيبة» للنعماني.
([4]) في كتابه (حزب الله.. المنهج.. التجربة.. المستقبل) ص 50.
([5]) جريدة الأنباء، عدد 8630، 27/5/2000 م، نقلاً عن: حزب الله رؤية مغايرة 214.
([6]) تصريحات أدلى بها حسن روحاني في مقابلة له في جريدة الحياة اللندنية، بتاريخ 18/1/2004 م.
([7]) انظر: جريدة الشرق الأوسط - العدد رقم 10134 تاريخ 27/8/2006، والعدد 10136 بتاريخ 29/8/2006 م، وكذلك وكالات الأنباء العالمية في نفس التاريخ.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال