الشعر الإحيائي - أسباب ظهوره ومميزاته: العودة إلى الجذور باستلهام الموروث الشعري الجاهلي والعباسي في صياغة قصيدة الشعر العربي المعاصر

عودة الشعر العربي إلى جذوره: استلهام الموروث الجاهلي والعباسي في الشعر المعاصر

شهد الشعر العربي في عصر النهضة تحولات جذرية انعكست على شكله ومضمونه، فبعد أن كان يعكس روح العصر وتطلعاته، انحرف عن مساره الأصيل وأصبح يعاني من تشتت الهوية وفقدان الاتصال بجذوره العريقة. ولذلك، برزت ضرورة العودة إلى الموروث الشعري العربي الغني، لا سيما الشعر الجاهلي والعباسي، كمنارةٍ يقتدي بها الشعراء المعاصرون في صياغة قصائدهم.

الركائز الأساسية لاستلهام الموروث الشعري القديم:

اللغة: لغة فصيحة ذات بلاغة عالية:

  • التركيز على اللغة العربية الفصحى: اللجوء إلى اللغة العربية الفصحى بكل ثرائها وبلاغتها، واستخدام المفردات والمعاني الدقيقة التي كانت سائدة في العصر الجاهلي والعباسي.
  • الاستعانة بالبلاغة العربية: الاعتماد على الألوان البلاغية المتنوعة كالاستعارة والكناية والمجاز والمبالغة، لتزيين المعنى وإضفاء الجمال على القصيدة.
  • الابتعاد عن اللغة الدارجة: تجنب استخدام اللهجات العامية والعبارات الدارجة التي قد تضعف من قيمة القصيدة وتبعدها عن روح الشعر العربي الأصيل.

الأوزان والقوافي:

  • الالتزام بالأوزان الخليلية: الالتزام بالأوزان الشعرية التي وضعها الخليل بن أحمد الفراهيدي، واستخدام البحور الشعرية التقليدية مثل الطويل والكامل والوافر.
  • توحيد القافية والروي: الحرص على توحيد القافية والروي في جميع أبيات القصيدة، مما يعطيها انسجامًا وإيقاعًا موسيقياً متناغماً.

الصور الشعرية:

  • الاعتماد على الصور الحسية والملموسة: استخدام الصور الشعرية التي تستند إلى الحواس الخمس، مما يجعل القصيدة أكثر واقعية وحيوية.
  • الاستعانة بالطبيعة: الاستلهام من الطبيعة والكون في رسم الصور الشعرية، فكانت الطبيعة مصدرًا للإلهام للشعراء القدماء.

الأغراض الشعرية:

  • العودة إلى الأغراض الشعرية التقليدية: التركيز على الأغراض الشعرية التي كانت سائدة في العصر الجاهلي والعباسي، مثل الغزل والمدح والفخر والهجاء والرثاء.
  • إضفاء لمسة عصرية: مع ضرورة الالتزام بالأغراض الشعرية التقليدية، يمكن للشاعر المعاصر أن يضفي لمسة عصرية على قصائده لتتناسب مع روح العصر.

البناء الفني للقصيدة:

  • نظام الشطرين: التقيد بنظام الشطرين المتناظرين، حيث يتكون الشطر من صدر وعجز.
  • الوحدة العضوية: الحرص على تحقيق الوحدة العضوية في القصيدة، بحيث تكون الأبيات مترابطة ومتكاملة.
  • التصريع والمقدمات: استخدام التصريع والمقدمات الشعرية التقليدية لإضفاء جمال ورونق على القصيدة.

أهمية العودة إلى الموروث الشعري:

  • الحفاظ على الهوية العربية: تساعد العودة إلى الموروث الشعري على الحفاظ على الهوية العربية وتراثها الشعري الغني.
  • تنمية الذوق الشعري: تساهم في تنمية الذوق الشعري لدى القارئ، وتجعله يقدر جماليات اللغة العربية وبلاغتها.
  • إثراء المشهد الشعري المعاصر: تساهم في إثراء المشهد الشعري المعاصر بأعمال شعرية ذات جودة عالية.

ختامًا:

إن العودة إلى الموروث الشعري العربي القديم ليست مجرد تقليد، بل هي محاولة لإعادة إحياء روح الشعر العربي الأصيل، وتطويره بما يتناسب مع روح العصر.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال