مشاركة حزب الله اللبناني إيران في حربها مع العراق ومواجهته لانتفاضة الطلبة السُّنة في الأحواز

خلال انتفاضة الطلبة في إيران عام 1999 م وما أعقبها من المواجهات الدامية التي حصلت بين رجال الأمن وأهالي مدينة الأحواز عاصمة محافظة خوزستان، تحدث أكثر من مصدر إضافة إلى قادة الطلبة والفاعليات العربية بالمدينة عن وجود المئات من العسكريين العرب بين صفوف قوات الأمن ووحدات الحرس التي تولت قمع انتفاضة الطلبة، وإخماد مسيرات العرب الإيرانيين.
والتفسير الوحيد الذي برز وقتها حول العرب المنخرطين في قوات الأمن الإيرانية وبعض وحدات الحرس الثوري، كان أنهم من رجال فيلق بدر الجناح العسكري للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق.
غير أن لهجة بعض رجال الأمن القريبة من لهجة أهل لبنان وسورية أثارت تساؤلات حول جنسية هؤلاء، إلى أن صدرت قبل أيام تصريحات الرجل الذي يعتبر الأب الشرعي لحزب الله وهو علي أكبر محتشمي بور سفير إيران الأسبق لدى سورية ووزير الداخلية السابق والأمين العام للمؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة في فلسطين، وهو الذي أخرج حزب الله في العام 1982 م من رحم حركة أمل. فقد كشف محتشمي عن مشاركة مقاتلي حزب الله جنباً إلى جنب مع رجال الحرس الثوري في الحرب الإيرانية العراقية.
وكان محتشمي بور يتحدث إلى صحيفة «شرق» الإيرانية يوم الأربعاء الماضي حول حزب الله والأحداث الأخيرة في لبنان، وفيما يلي أبرز ما جاء في حديث حجة الإسلام محتشمي بور أحد تلامذة الخميني يقول: «جزء من خبرة حزب الله يعود إلى التجارب المكتسبة في القتال وجزء آخر من التدريب.. إن حزب الله اكتسب خبرة قتالية عالية خلال الحرب الإيرانية - العراقية بحيث كان رجال الحزب يقاتلون ضمن صفوف قواتنا أو بشكل مباشر».
ويتابع محتشمي بور حديثه عن مصادر قوة حزب الله قائلاً: «خلال السنوات الأخيرة تمكَّن حزب الله من تعزيز حضوره السياسي والعسكري في لبنان والمنطقة فضلاً عن ارتقاء مستوى تدريب مقاتليه وتوسع دائرة حضوره العسكري، ونرى اليوم أن مناطق شاسعة في بيروت والجنوب والبقاع حيث كان قادة الحزب يقيمون فيها فضلاً عن قواعد الحزب الصاروخية في جنوب لبنان قد دمرتها الطائرات الإسرائيلية ورغم ذلك فإن الحزب لا يزال قادراً على توجيه صاروخ بعد صاروخ باتجاه إسرائيل مما دفع بالصهاينة لاستدراج قواتهم البرية ودخول لبنان براً، غير أنهم يواجهون مقاومة شرسة في مثلث بنت جبيل ومارون الرأس وعيترون».
ووفقاً لمحتشمي فإن أكثر من 100 ألف شاب شيعي تلقوا تدريبات قتالية منذ تأسيس حزب الله في لبنان، بحيث كانت كل دورة تدريب تشمل 300 مقاتل ولحد الآن أقيمت دورات عدة في لبنان وإيران([1]).
([1]) من مقال لعلي نوري زاده، في صحيفة الشرق الأوسط في تاريخ 11/7/1427 هـ، الموافق 5/9/2006 م، العدد (10112) حيث جاء في عنوان الخبر: اعتراف علي أكبر محتشمي بور، سفير إيران الأسبق لدى سورية ووزير الداخلية السابق («حزب الله» قاتل مع الحرس الثوري في الحرب العراقية - الإيرانية وضد انتفاضة طلبة الأحواز).

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال