ملخص المقامة الموصلية:
المقامة الموصلية هي إحدى مقامات بديع الزمان الهمذاني، وهي من أشهر المقامات في التراث العربي. تدور أحداث المقامة في مدينة الموصل، حيث يلتقي فيها بطل المقامة، وهو عيسى بن هشام، بشخص يدعى أبو الفتح الإسكندري. يخبر أبو الفتح عيسى بن هشام أنه يمتلك قدرة على إحياء الموتى، ويعرض عليه أن يُظهر له هذه القدرة. يوافق عيسى بن هشام على ذلك، ويذهب مع أبي الفتح الإسكندري إلى منزل أحد الموتى.
في المنزل، يدخل أبو الفتح الإسكندري إلى غرفة الميت، ويخبر عيسى بن هشام أنه سيستغرق ساعة واحدة لإحياء الميت. ينتظر عيسى بن هشام ساعة كاملة، ثم يدخل إلى غرفة الميت ويجد أبو الفتح الإسكندري قد ذهب. يبحث عيسى بن هشام عن الميت، ولكنه لا يجده. يخرج عيسى بن هشام من المنزل خائب الأمل، ويدرك أنه قد تعرض لعملية احتيال من قبل أبي الفتح الإسكندري.
تحليل المقامة:
تتميز المقامة الموصلية بمجموعة من الخصائص الفنية، من أهمها:
- الأسلوب القصصي:
تعتمد المقامة على الأسلوب القصصي، حيث تروي أحداثًا خيالية أو واقعية تدور حول بطل أو مجموعة من الأبطال.
- العنصر الساخر:
تتميز المقامة الموصلية بالعنصر الساخر، حيث يهدف الكاتب إلى انتقاد بعض السلوكيات والممارسات الاجتماعية السائدة في عصره.
- اللغة الجميلة:
تتميز المقامة الموصلية بلغة جميلة وفصيحة، حيث يستخدم الكاتب مجموعة من الأساليب الأدبية والبلاغية لإضفاء الجمال على النص.
المعنى العام للمقامة:
تتناول المقامة الموصلية موضوع الاحتيال، حيث يتعرض عيسى بن هشام لعملية احتيال من قبل أبي الفتح الإسكندري. يهدف الكاتب من خلال هذه المقامة إلى التحذير من الوقوع ضحية عمليات الاحتيال التي يقوم بها بعض الأشخاص.
الإيضاح اللغوي:
- الأقط: اللَّبن يجعل فيه الملح ويجفف، الجبن
- الرَّكز: الصوت الخفي
- الطنين: صوت الذباب، تعني في النص أنه عبر
- بأضعف الأصوات
- الخُف: الحذاء
- الغمض: النوم
- معرَّة: أذى
- يثني: يحول
- هجد: نام
- الهوينا: السهل المنال
- اِكتلت عليهم: أي أخذت منهم بدون جدٍ وعناء
- الحُشاشة: ما تبقى من الحياة
- الجزع: الحزن
- الجيوب: جمع جيب وهو طوق القميص ونحوه من الثياب
- السَّواد: النخيل المتكاثف
- السَّخلة: ولد الضأن ذكراً أو أنثى
- السكتة: نازلة بالمخ تعطل المرء عن أعمال الأحياء
- الاِست: الشرج وقد يكون المقصود هنا الإبط
- ألعقه: وضع في فمه
- التَّبر: الذهب قبل أن يسك نقداً
- الرحل: الوعاء الذي يوضع فيه متاع المسافر
1- تقسيم النصّ باعتماد البنية القصصيّة معيارًا:
- من بداية النصّ ← جيوبهم وضع البداية / مصيبة القوم.
- من فدخل ← فسقط رأسًا: سياق التحوّل / تحيّل الإسكندريّ.
- بقيّة النصّ: وضع الختام / اكتشاف التّحيّل ومصير الإسكندريّ.
2- يقوم النّصّ على مفارقة بين صفات الإسكندريّ وصفات أهل الميّت:
الإسكندريّ واعٍ وأهل الميّت فاقدو الوعي لانصرافهم الكلّي إلى الحزن ـ الإسكندريّ عابث وأهل الميّت جادّون ـ الإسكندريّ مشاعره مستقرّة وأهل الميّت مشاعرهم حزينة ـ الإسكندريّ يمارس العقل وأهل الميّت يمارسون العاطفة ـ الإسكندريّ خبيث داهية وأهل الميّت طيّبون سذّج ـ الإسكندريّ مزيّف للقيم (حرمة الميّت) وأهل الميّت محافظون عليها.
3- مظاهر الإضحاك في النّصّ:
- جسّ الإسكندريّ الميّت وفحصه رغم تأكّده من موته.
- ادّعاء أنّ الرّجل حين يموت يبرد إبطه، وميّت هؤلاء القوم مازال إبطه دافئًا.
- معالجته للرّجل بكلّ تلك الأشياء.
- سقوط الميّت، وضرب الإسكندريّ.
4- تلخيص النّص في خمسة أسطر باستعمال الأمر والنّهي:
حدّثنا عيسى بن هشام قال: أتيتُ ذات يوم والإسكندريّ دارًا توفّت المنيّة صاحبها، وأعيى الحزن أهلها، فدخل الإسكندريّ البيت، ونظر الميّت، وقال لهم: كفّوا عن البكاء فهو حيّ يرزق، وصبرًا جميلاً حتّى أعيده إلى سالف نشاطه سليمًا معافى، وصدّقه القوم بعد أنْ بيّن أنّ إبطه مازال دافئًا عكس ما يكون عليه الميّت، فانهالت عليه الهدايا والعطايا، وبدأ يعالجه بالتّمائم والعمائم، ويسقيه الزّيت حتّى الصّباح، فجاء القوم، وقالوا: لا تقلْ إلاّ الحقّ، ولا تعبث بنا، واحيِ الميّت، فذهب بهم إليه، فأنهضه وأجلسه، وأقامه لكنّه كان يتساقط، فاكتُشف أمره، وأُشبع ضربًا ولطمًا.
5- تأليف الهمذانيّ لهذه المقامة وإضحاك النّاس، والتّرفيه عنهم:
لا يمكن القول إنّ الهمذانيّ ألّف مقامته هذه من أجل إضحاك النّاس والتّرفيه عنهم فحسب، كما لا يمكن إنكار رغبته في تحقيق هذه الوظيفة.
فالمقامة خطاب ساخر جادّ في آن واحد، حالفة بألوان الإضحاك والهزل والفكاهة، تنعش النّفس، وتطرب العاطفة، ترفّه على المكلوم الجريح الذي أرهقته الحياة بصنوف مشاكلها، وتصاريف أيّامها، وعبثت بأحلامه وأمانيه، وتجدّد نشاطه، وتضحكه منها بدل الحزن والغمّ.
لكنّ المقامة أيضًا تحمل من النّقود الموجّهة إلى المجتمع مظاهر عديدة.
فالهمذانيّ نقد قيم المجتمع النّاشئة الفاسدة مثل التّخلّي عن الكرم والتمسّك بالبخل تشبّهًا بالفرس، ونقد ممارسة العنف المادّي واللّفظيّ بين أفراد المجتمع، والتّعدّي على أملاك الآخرين، والسّرقة واللّصوصيّة وقطع الطّريق، والتّعدّي على حرمات الدّين وتشويهه، ونقد أحوال الاقتصاد، وانتشار الفقر والمجاعة والتّسوّل وقلّة موارد الرّزق...
التسميات
مقامات