مفاهيم النظرية البنائية.. التفاعل بين الذات والمحيط من خلال العلاقة التبادلية بين الذات العارفة وموضوع المعرفة

البنائية صفة تطلق على كل النظريات والتصورات التي تنطلق في تفسيرها للتعلم من مبدإ التفاعل بين الذات والمحيط من خلال العلاقة التبادلية بين الذات العارفة وموضوع المعرفة.

ولا نريد الخوض هنا في آراء بياجي وباشلار ومفاهيم النظريات البنائية وإنما نكتفي بذكرها:

- المعرفة العامية (Savoir public):
تنتج لدى المتعلم عن طريق الألفة مع محيطه وهي غير علمية هذا التصور الباشلاري رغم أنه مستمد من العلوم الفيزيائية والطبيعية فيمكن توظيفه في عملية التعلم.

- المعرفة العلمية الموضوعية (Savoir savant):
نوظفها في علاقتها مع الأولى. كأن نبين لتلميذ يحمل معرفة عامية أنه لو كانت الأرض ثابتة لما أمكن لنا أن نصل إلى بلد في الشرق عن طريق الغرب.
إذن المعرفة العلمية التي جاءت بها الثورة الكوبرنيكية هي الصحيحة لحد الآن.

- العائق الابستمولوجي (Obstacle épistémologique):
هو بمثابة عتبة (Seuil) تحول دون بلوغ المعرفة الموضوعية العلمية. إنه المعرفة العامية.

- القطيعة الابستمولوجية (Coupure):
تحصل بالثورة المعرفية وهي ضرورية للانتقال من معرفة إلى أخرى.

- الاستيعاب (Assimilation):
ذلك أن المتعلم يؤثر على الموضوع الذي يتعلمه انطلاقا من بنيات وعمليات فكرية تكونت لديه سابقا لتلائم (Accommodation) وهي من قال يتحول فيها الموضوع ويلاحظ المتعلم كذلك.

وهي تأثير معكوس لأنه صادر عن المحيط نحو الذات والأمثلة على ذلك كثيرة: إن مخترع أو مكتشف نظرية التبادلية في الرياضيات (La commutativité) 6 + 4 = 4 + 6 أو 5× 2 = 2 × 5 كان قد أخذ عشر كرات في وضع ثم رتبها وكان يعد فيجد نفس العدد وخرج أخيرا بنظرية التبادلية.

و من إسهامات البنائية في العملية التعليمية أنها جعلت الفعل التربوي يتجه نحو الوضعيات التفاعلية (Interactives) التي تثير لدى التلميذ الرغبة في البحث وصياغة المشكلات وخوض الصراع والمجابهة (Conflits sociogognitifs).

وذلك عن طريق ما يلي:
- وضعه أمام مشكل يستقيه المعلم من اليومي (le quotidien).
- مناقشة المشكل جماعيا وتقبل اقتراحات وتمثلات (les représentations) التلاميذ ثم محاولة استغلالها تربويا.
- جعل التعليم هيكلا وليس واجهة.
- القول بنسبية المعرفة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال