قتل مسؤول مخابرات لبناني بارز معارض للرئيس السوري بشار الاسد في انفجار ضخم لسيارة ملغومة في بيروت في علامة اخرى على ان الحرب الاهلية السورية تجر لبنان الى الصراع.
وقتل وسام الحسن الذي رأس تحقيقا ورط سوريا وحزب الله في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري كما قتل سبعة اخرون عندما انفجرت القنبلة في وسط بيروت بعد ظهر الجمعة.
وساعد ايضا الحسن وهو سني كان وثيق الصلة بالحريري في كشف مخطط تفجيرات أدى الي القبض في اغسطس اب على وزير لبناني سابق مؤيد للرئيس السوري بشار الاسد في نكسة لدمشق وحلفائها في لبنان ومن بينهم حزب الله.
وكان هذا اخطر تفجير شهدته العاصمة اللبنانية منذ اغتيال الحريري في 2005 ودفع السنة الى الخروج الى الشوارع في شتى انحاء لبنان حيث قاموا بحرق اطارات سيارات وسد الطرق في اظهار للغضب الطائفي.
واتهم سعد الحريري الاسد بانه يقف وراء هذا التفجير في حين دعت قوى 14 اذار المعارضة حكومة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي التي تضم وزراء من حزب الله الى الاستقالة بسبب هذا التفجير.
وادانت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية “الاعمال الارهابية” ووصفت قتل الحسن بانه”علامة خطيرة على وجود هؤلاء الذين يواصلون السعي لتقويض استقرار لبنان.”
واضافت كلينتون في بيان خطي “يجب على لبنان اغلاق فصل ماضيها وانهاء افلات عمليات الاغتيال السياسية واعمال العنف الاخرى ذات الدوافع السياسية من العقاب.”
ووصف اللواء اشرف ريفي مدير عام قوى الامن الداخلي اغتيال الحسن بأنه ”ضربة كبيرة” وقال ان من المحتمل وقوع هجمات اخرى.
وقال لقناة المستقبل التلفزيونية ” فقدنا عمودا اساسيا من اعمدة الامن.”
وملأ الحطام وبقايا عدة سيارات محترقة الشارع الذي يقع في وسط بيروت حيث انفجرت القنبلة التي دمرت واجهات وشرفات عدد من البنايات. وانتشر رجال اطفاء بين الحطام وحمل عمال اسعاف الضحايا الغارقين في الدماء على محفات.
وقال وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور لرويترز بعد فترة وجيزة من التفجير ان نظيره الايراني علي اكبر صالحي ادان التفجير ويعتزم زيارة بيروت السبت.
وانقسمت الطوائف الدينية اللبنانية بين اولئك الذين يؤيدون الاسد واولئك المؤيدين للمعارضة المسلحة التي تحاول الاطاحة به.
ووجهت اتهامات لضابطين سوريين أحداهما اللواء علي مملوك رئيس مكتب الامن الوطني السوري الى جانب وزير الاعلام اللبناني السابق ميشال سماحة في اغسطس اب بشأن مؤامرة مزعومة استهدفت تأجيج العنف في لبنان .
وكانت تلك الاتهامات خطوة غير مسبوقة ضد سوريا وهي طرف رئيسي في الشؤون اللبنانية منذ عقود.
ورأس الحسن ايضا التحقيق في اغتيال رفيق الحريري قبل سبع سنوات وكشف ادلة ورطت سوريا وحزب الله في هذه الجريمة وهو اتهام نفاه الطرفان.
واتهمت محكمة دولية العديد من اعضاء حزب الله بالتورط في اغتيال الحريري.
وساعد الحسن -الذي عاد إلى لبنان مساء الخميس من المانيا- في الكشف عن كثير من محاولات الاغتيال ضد شخصيات معارضة لسوريا في لبنان. ونجا الحسن نفسه من محاولة لاغتياله.
ووقع التفجير في شارع قرب ساحة ساسين في حي الأشرفية الذي تقطنه اغلبية مسيحية.
واعاد هذا التفجير للاذهان ذكريات الحرب الاهلية اللبنانية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و 1990.
وقال ميقاتي ان حكومته تحاول معرفة من الذي نفذ الهجوم وانه ستتم معاقبة المسؤولين.
وقال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ان الحسن “كان حامينا أمنيا.
هي ضربة قاسية ولكن لن نخاف ..(المهم) ان لا نتهم احدا في الداخل لاننا نكون قد وقعنا في الفخ الذي نصبه بشار وهو ان يشعل لبنان.”
ولعبت سوريا دورا كبيرا ايضا في السياسة اللبنانية بالانحياز إلى عدة فصائل من اطراف . ونشرت سوريا قواتها في بيروت واجزاء من لبنان اثناء تلك الحرب وبقيت حتى عام 2005.
وفي دمشق قال وزير الاعلام السوري عمران الزعبي للصحفيين ان سوريا تدين التفجير الذي وصفه بالارهابي وكل التفجيرات اينما حدثت لانه لا شيء يبررها.
وقال خطار ابو دياب خبير شؤون الشرق الاوسط بجامعة باريس ان الهجوم له صلة واضحة بالازمة السورية وان الحسن كان واحدا من قادة امنيين قليلين يحمون سيادة لبنان واستقلاله.
واضاف إن “هذا الان انتقام من رجل واجه السوريين وانتقام من حي مسيحي في قلب بيروت. القوى الاقليمية تتقاتل في سوريا وهي الان تريد ايضا ان تتقاتل في لبنان.”
وادان حزب الله التفجير ودعا قوات الامن والسلطة القضائية الى بذل اقصى جهد لكشف الجناة وتقديمهم للعدالة.
وادانت الحكومة الامريكية ايضا التفجير وأكدت قلقها من تزايد التوتر الطائفي في لبنان وامتداد الصراع في سوريا إلى الدول المجاورة.
وحث الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند جميع السياسيين اللبنانيين الي الوحدة والتصدي لمحاولات زعزعة استقرار بلدهم.
وادان الفاتيكان والاتحاد الاوروبي ايضا الهجوم.
التسميات
وسام الحسن