الاستعانة بعلم الإحصاء في التأمين.. إجراء دراسة إحصائية لاحتمالات وقوع الأخطار المؤمن منها ومدى جسامتها

إن المؤمن يقدم وعداً للمؤمن له بتغطية الخطر المؤمن منه في مقابل قيام الثاني بالوفاء بقسط التأمين.

ولما كانت هذه التغطية لا تتم إلا من خلال الرصيد الذى كونه من مجموع أقساط المؤمن لهم، كان على المؤمن أن يقوم بحساب قيمة الأقساط بناء على علم الإحصاء الذي يمكن عن طريقه إجراء دراسة إحصائية لاحتمالات وقوع الأخطار المؤمن منها ومدى جسامتها، لكى يقف على حقيقة الأمر من حيث الوفاء بالتزاماته والأرباح التي ستعود عليه بحسب الفارق بين مجموع الأقساط وقيمة هذا الوفاء.

  ولا ريب في أن التأمين يقوم على حساب الاحتمالات، ويقصد به التعرف على فرص تحقق الخطر خلال فترة زمنية معينة، فإذا أراد المؤمن أن يغطى المخاطر الناشئة عن الحريق، فيجب أن يكون لديه إحصاءات سليمة تبين عدد حوادث الحريق التي تقع سنوياً على نحو يعطيه فكرة تقريبية لعدد المخاطر التي سيلتزم بتغطيتها سنوياً.

  وإذا كان تحقق المخاطر المؤمن منها يقع مصادفة إلا أن علم الإحصاء عن طريق حساب الاحتمالات (التعرف على فرص تحقق الخطر) وقانون الكثرة (كثرة الحالات التي تكون معرضة للخطر) جعل تقدير وقوع المخاطر يعطى نتائج إلى حدٍ ما سليمة، على نحو يمكن المؤمن من تحديد التزاماته والمخاطر التي يقع عليه عبء تغطيتها وحساب مقدار القسط الذى يلتزم المؤمن له بدفعه بصفة دورية.

فمثلاً إذا لم يكن في الوسع معرفة التاريخ الذى سوف يتوفى فيه الشخص إلا أنه من الممكن عن طريق الإحصاء معرفة عدد من يبقىمن الأشخاص على قيد الحياة بعد سن معينة.

  ولا جناح أن حساب الاحتمالات يقوم على العلاقة بين عدد فرص تحقق وقوع الخطر محل التأمين بالنسبة لعدد الحالات الممكنة، والذي يقوم بهذا الحساب  يسمى بالخبير الاكتواري، وعلى أساس حساب الاحتمالات يستطيع المؤمن أن يحدد قيمة قسط التأمين.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال