الناس والرادون.. عدم وجود أدلة مادية على وجود غاز الرادون ومعظم المشكلات البيئية من صنع الإنسان

إن تبصرة الناس حول مخاطر الرادون أمر صعب مقارنة بنشر المعلومات حول مخاطر أخرى - وذلك لأسباب يتعلق معظمها بطبيعة غاز الرادون والمخاطر التي يحدثها.

وقد عالج أحد الباحثين هذا الأمر وذكر أسباباً نقتبس منها ما يلي:

- عدم وجود أدلة مادية على وجود غاز الرادون: فنحن لا نستطيع أن نراه أو نشمه أو نشعر به، وليس بمقدرونا أن نتوقع وجوده، كما أن النـاس يميلون إلى ربط الطبيـعة "بالجودة" أو على الأقل (بعدم الضرر) خاصة وأن معظم المشكلات البيئية هي من صنع الإنسان.
لذا فإن الكثير من الناس يجد صعوبة في اعتبار الرادون مصدر خطر جدي.

- يكمن الخطر الرئيس للرادون داخل المباني والمساكن التي عادة ما يشعر الناس بالأمان داخلها وإذا ما شعروا بالخطر فإنه بالتأكيد لن يكون من غاز لا يستطيعون رؤيته أو تذوقه أو استشعاره.

- يمكن أن يؤدي التعرض لتركيزات مرتفعة من الرادون لفترات طويلة إلى مرض خطر هو سرطان الرئة، ولكن الرادون قاتل (صامت) فتأثيراته تظهر غير مباشر بعد فترة طويلة من الزمن.

وحتى اكتشاف التركيزات العالية للرادون فإن هذا لا يشكل دليلاً على الإصابة بالسرطان ولكن احتمال الإصابة به يغدو أكبر.

- لقد سئم الناس عموماً من سماع مسببات السرطان. فكل يوم تطالعنا وسائل الإعلام بدراسة جديدة تتوقع أن التفاح أو أن البرتقال أو مجففات الشعر تسبب السرطان، لهذا فقد بلغ الناس حد الإشعاع فاضحو يميلون إلى إهمال أية معلومات جديدة.   
       
- على الرغم من إجماع المنظمات الصحية الوطنية منها والعالمية على أن الرادون داخل المباني يمثل مشكلة بيئية صحية مهمة تجب معالجتها، فإن الكثير من الناس يتساءل: لماذا لم نسمع عن عدد كبير من الوفيات بسببه؟

والجواب أن الناس لا يموتون وعلى نواصيهم ملصق يقول (ماتوا بسبب الرادون) كما أن مسببات سرطان الرئة غير مقصورة عليه، لذلك فمن الصعب ربط الرادون يالموت مباشرة.

- إن المناقشات العلمية حول مدى خطورة المشكلة سببت لبساً لدى الناس، حيث أن وسائل الإعلام، التي تغطي الموضوع في البلدان التي تعاني المشكلة، إما أن تبالغ في مخاطره أو تقلل من شأنها، مما أثار الشك لدى العديد من الناس.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال