عني جابر عصفور عناية مبكرة بالنظرية الأدبية في التراث النقدي ومنهجياته، وطبقّها على مفهوم الشعر، من منظور محدد، أن المشكلة الأساسية في وجهة النظر وفي المنهج الذي يُرى التراث من خلاله، على أن وجهة النظر المصاحبة للمنهج، تفرض طبيعة المعالجة، كما تفرض زوايا الاختيار، وتحدد، في النهاية، نقاطاً للحوار، يتم فيها الجدل بين الماضي والحاضر، دعماً للحاضر الذي هو نقطة البدء والمعاد".
بنى عصفور كتابه على تصورين عن التراث، الأول تصور يتعامل مع التراث باعتباره كتلة من الأحداث والمفاهيم والقيم، وأن التراث موجود في الذات العربية على الدوام، "أما التصور الثاني، فيتعامل مع التراث من منظور الوعي بالحاضر والإدراك للوجود الآني، وذلك هو التصور السائد، فضلاً عن أنه التصور الممكن عملياً".
بحث عصفور في كتابه الفريد زوايا التراث في نقد الشعر، حول موضوع واحد هو مفهوم الشعر، من خلال كتب ثلاثة، هي "عيار الشعر" لابن طباطبا العلوي (-322هـ)، و"نقد الشعر" لقدامة بن جعفر (-337هـ)، و"منهاج البلغاء وسراج الأدباء" لحازم القرطاجني (-684هـ)، كونها تمثل محاولات أصيلة لتحديد الأصول النظرية لمفهوم الشعر في التراث النقدي.
وناقش تشكيل المفهوم في البحث عن عيار للشعر عند ابن طباطبا، وعن علم له عند قدامة بن جعفر، واهتم بتكامل المفهوم عند حازم القرطاجني، وقوامه المهاد النظري، ومهمة الشعر، وطبيعة المحاكاة الشعرية، والوزن والموسيقى، والتناسب والوحدة.
وناقش تشكيل المفهوم في البحث عن عيار للشعر عند ابن طباطبا، وعن علم له عند قدامة بن جعفر، واهتم بتكامل المفهوم عند حازم القرطاجني، وقوامه المهاد النظري، ومهمة الشعر، وطبيعة المحاكاة الشعرية، والوزن والموسيقى، والتناسب والوحدة.
كان تركيز عصفور الدائم هو "التأصيل النظري على الخطوة المنهجية التي دفعت النقاد الثلاثة، إلى بناء مجموعة من التصورات، تترابط عند كلّ منهم بشكل متميز، يحدد مفهوماً للشعر من ناحية، ويؤسس علماً يميز الجيد من الرديء من ناحية أخرى".
يؤكد شغل عصفور أن التراث النقدي شديد الخصوصية الثقافية في رسوخ النظرية الأدبية الأصيلة في نقد شعر التراث، من المفاهيم النظرية لمهمة الشعر وماهيته وأدائه إلى أبعاده الوثيقة مع التاريخ والحياة والواقع.
خصص مدحت الجيار (مصر) كتابه "الشاعر والتراث" لدراسة المادة والمنهج، إذ تقوم العلاقة بين الشاعر والتراث بمجرد أن يبدأ الشاعر في كتابه نوعه الشعري، لأنه يتناص مع هذا التراث ابتداء من الموروثات اللغوية والأسلوبية والموسيقية، وانتهاء بالقضايا والموضوعات التي تملك تطوراً ذاتياً واجتماعياً عبر حلقات التاريخ القديم والوسيط والحديث.
ومن ثمّ تتحرك، برأي الجيار، "علاقة الشاعر بالتراث عبر عصور ومذاهب ومدارس واتجاهات تتعاصر، وتتداخل، وتسيطر إحداها – أحياناً – ولكنها تعود إلى هامش النص بعدما كانت تمثّل متنه.
ويتكّون بهذه الحركة ملمح التراث الخاص بكلّ عصر ومذهب وشاعر.
ويعني ذلك أن مفهوم الشاعر والتراث كليهما يتغيران ويتطوران مما يزيد في تمايز خصائص كل مرحلة وكل شاعر".
ويتكّون بهذه الحركة ملمح التراث الخاص بكلّ عصر ومذهب وشاعر.
ويعني ذلك أن مفهوم الشاعر والتراث كليهما يتغيران ويتطوران مما يزيد في تمايز خصائص كل مرحلة وكل شاعر".
التسميات
مناهج نقدية