الحرية الإعلامية والفساد في الأرض.. مصادرة المادة الإعلامية إذا احتوت على قطيعة رحم أو نقض للعهد أو فساد

تصادر حرية وسائل الإعلام إن كان فيما تبثه قطيعة رحم أو فساد في الأرض وقد وعد الله من هذا مسلكهم بالخسران.

فقال تعالى: "الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ*"([1]).

قال أبو العالية "هذه صفات المنافقين إذا كانت لهم الظهرة على الناس وإذا كانت الظهرة عليهم أظهروا الخصال الأخرى وهي الكذب وإخلاف الوعد وخيانة الأمانة"([2]).

ومعنى قطعهم ما أمر الله به أن يوصل أي قطعهم الأرحام وموالاة المؤمنين([3]). وهذه الصفات الثلاث ذكرت بشكل مجمل حتى يدخل ضمنها أي نقض للعهد وأي قطيعة وأي فساد. والفساد هنا عام للعقائد والأخلاق والأعمال([4]).

وقد ذكرت هذه الصفات لتوضيح علامات الفسق في الآية السابقة، فإذا احتوت المادة الإعلامية على قطيعة رحم أو نقض للعهد أو فساد، أو ما يحرض على شئ من ذلك فإن من يبثها هو بحكم الفاسق وهي رسالة تؤدي إلى الفسوق وهنا تصادر حرية وسائل الإعلام لأنها بذلك تكون غيرت أهدافها والتي من ضمنها خدمة المجتمع والمحافظة على كيانه، واتجهت نحو الفساد والقطيعة والظلم.

([1]) سورة البقرة، الآية 27.
([2]) حكمت بشير ياسين ، التفسير الصحيح، دار المآثر، المدينة المنورة، ط1، 1999م ج1 ص130.
([3]) الزمخشري، الكشاف، ج1 ص150.
([4]) محمد رشيد رضا، تفسير المنار، ج1 ص203.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال