الابتعاد عن الكلام الفظ وما يستهجنه الناس من القول. لأهمية ذلك في قبول الرسالة الإعلامية وإنتشارها، فبالإضافة لما ذكر في الضابط السابق من أهمية القول الحسن فإنه يجب إستبعاد الألفاظ غير المقبولة عرفاً أو شرعاً من مضمون الرسالة الإعلامية.
يقول تعالى: "لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً"([1]).
والمراد بالجهر ما يصل إلى أسماع الناس إذ لا ينشأ عن السر ضرر([2]). وعدم محبته تعالى كناية عن سخطه، و(مِن) متعلقة بمحذوف وقع حالاً من السوء([3]) أي لا يحب الله تعالى أن يجهر أحد بالسوء.
وذكر الطبري أن معنى الآية أن الله لا يحب أن يجهر أحد لأحد بالسوء من القول، ومن ظلِم فلا حرج عليه أن يخبر بما أسيء إليه([4]).
يقول سيد قطب رحمه الله: "إن القول الموصوف بالسوء يشمل ما تعبر عنه المصطلحات القانونية بالسب والقذف، وشيوع الجهر بالسوء من القول في جميع صوره يترك آثاراً عميقة في ضمير المجتمع ن وكثيراً ما يدمر الثقة المتبادلة في هذا المجتمع فيخيل إلى الناس أن الشر قد صار غالباً"([5]).
وكل قول عبر وسائل الاتصال فهو جهر بلا إستثناء لذلك يجب أن تكون الرسالة الإعلامية خالية من أي إساءة في حق الجمهور لأن ذلك يتنافى مع وظائف المؤسسات الإعلامية ويوقع في سخط الله وكره الناس.
([1]) سورة النساء، الآية 148.
([2]) ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج6 ص6.
([3]) أبو السعود، إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم، دار الكتب العلمية، لبنان، ط1، 1999م،ج2 ص214.
([4]) الخالدي، مختصر تفسير الطبري، ج3 ص71.
([5]) سيد قطب، في ظلال القرآن، ج6 ص9-10.
التسميات
حرية إعلامية