اشتغلت الناقدة ضياء الكعبي في التأويل الثقافي أيضاً، وفي الجمع بين القديم والحديث، وبين التراث والمعاصرة، لمساءلة هذا التراث واستكناه ملامحه وقوانينه انطلاقاً من الأنواع السردية التي برزت في إطار التفاعل السائد بين كل مكونات الثقافة العربية الإسلامية.
وفتحت النصوص السردية على حقول معرفية عديدة، كقصص الحيوان، والقصة العجائبية، والمقامات، والسير الشعبية، وأيام العرب، والقصص الإسلامي القرآني والمسجدي، وقصص الأنبياء، وكرامات الصوفية، والمنامات، وغيرها.
وحللت تشكلات هذه الأنواع السردية، وأنساقها الثقافية، وأنماط تلقيها في النقد العربي القديم، وفي النقد العربي الحديث والجديد. واختارت نماذج سردية أوسع هي القصة العجائبية، والمقامات،
وفتحت النصوص السردية على حقول معرفية عديدة، كقصص الحيوان، والقصة العجائبية، والمقامات، والسير الشعبية، وأيام العرب، والقصص الإسلامي القرآني والمسجدي، وقصص الأنبياء، وكرامات الصوفية، والمنامات، وغيرها.
وحللت تشكلات هذه الأنواع السردية، وأنساقها الثقافية، وأنماط تلقيها في النقد العربي القديم، وفي النقد العربي الحديث والجديد. واختارت نماذج سردية أوسع هي القصة العجائبية، والمقامات،
والسير الشعبية، لأن القصة العجائبية تشكل مصدراً رئيساً للسرد العربي القديم، وتمثل مجالاً للبحث عن المسكوت عنه أو المغيب في هذا التراث السردي، مما يفتح آفاقاً جديدة للتفكير في الذات العربية في مختلف بناها الذهنية والفكرية.
ونظرت إلى المقامات نوعاً أدبياً مراوغاً، على "أن مضمونها تشكله شخصيات مهمشة من الفئات الدنيا في المجتمع، إلى جانب النقد السياسي والاجتماعي الذي قامت به منذ نشأتها الأولى عند بديع الزمان الهمذاني".
ونظرت إلى المقامات نوعاً أدبياً مراوغاً، على "أن مضمونها تشكله شخصيات مهمشة من الفئات الدنيا في المجتمع، إلى جانب النقد السياسي والاجتماعي الذي قامت به منذ نشأتها الأولى عند بديع الزمان الهمذاني".
أجابت دراستها عن سؤال راهن: كيف كان تلقي السرد العربي بين القديم والحديث؟، وتفرّع السؤال إلى تشكيل محاور البحث، وهي:
- ما تشكّلات الأنواع السردية الكبرى في علاقتها بالنص الثقافي في الثقافية العربية الإسلامية؟
- ما الأنساق الثقافية التي تحكّمت في العلاقة بين القصّ والسلطة بمختلف مظاهرها وتجلياتها؟ وما دور القصّ في مواجهة السلطة السياسية والاجتماعية؟ وكيف كان دور المتلقي لبلاغة المقموعين والمهمشين في هذه الأنواع السردية؟ وما أنماط هذا التلقي؟
- كيف كان تلقي الموروث السردي العربي في النقد العربي القديم؟
- هل اختلف تلقي النقاد العرب المحدثين عن تلقي النقاد العرب القدامى؟
استند نقد الكعبي إلى "الأول: المنهج التاريخي التعاقبي للكشف عن تشكلات الأنواع السردية الكبرى وتحولاتها بين القديم والحديث والأنساق الثقافية التي صدرت عنها، والثاني نقد النقد للموروث النقدي والبلاغي لهذه الأنواع مروراً بتلقيها في النقد العربي الحديث والجديد".
ثم حددت إطاري الموضوع الزماني والمكاني بالنظر في كتب التراث اللغوي والمعجمي والثقافة، والتراث النقدي والبلاغي، والسردي، وإخضاعها للتحليل والتعليل والتفسير والموازنة، وتوزع الكتاب إلى المنظورات التالية عند تحليلها للأنساق الثقافية وإشكاليات التأويل: السرد العربي القديم وتشكلات الأنواع السردية الكبرى، السرد العربي القديم والأنساق الثقافية، آفاق تلقي الموروث السردي في النقد العربي القديم، تبيان تلقي الموروث السردي في النقد العربي الحديث والجديد.
ثم حددت إطاري الموضوع الزماني والمكاني بالنظر في كتب التراث اللغوي والمعجمي والثقافة، والتراث النقدي والبلاغي، والسردي، وإخضاعها للتحليل والتعليل والتفسير والموازنة، وتوزع الكتاب إلى المنظورات التالية عند تحليلها للأنساق الثقافية وإشكاليات التأويل: السرد العربي القديم وتشكلات الأنواع السردية الكبرى، السرد العربي القديم والأنساق الثقافية، آفاق تلقي الموروث السردي في النقد العربي القديم، تبيان تلقي الموروث السردي في النقد العربي الحديث والجديد.
استنتجت الكعبي الخلاصات التالية:
- انفتاح الأنواع السردية التي شكلت إطار البحث على أنواع سردية متنوعة وحمولات معرفية تنتمي إلى أنساق ثقافية متباينة.
- التباين في تلقي الموروث السردي بين الثقافتين "العالمة" و"الشعبية".
- لجوء الثقافة الشعبية "غير العالمة" إلى أشكال وأنماط مراوغة من القصّ.
- عرفت الأنواع السردية الكبرى أداءات تمثيلية مصاحبة لها.
- اختلفت المقامات عن ألف ليلة دليلة والسير الشعبية في أنها دوّنت كتابة، ولم تتناقل شفاهاً في أوساط التلقي عبر قرون عدة.
- غيّب الموروث النقدي والبلاغي العربي القص العجائبي والسير الشعبية.
- تعددت أنماط تلقي الأنواع السردية الكبرى عند النقاد العرب القدامى.
- مثّلت مقامات الحريري نصاً ثقافياً شمل فنون القول العربي وجاذبية كبرى لمتلقيها من شراّح المقامات وسواهم.
- كشف تلقي الموروث السردي العربي القديم في القرن التاسع عشر ومطالع القرن العشرين عن رواج المرويات السيرية والعجائبية والإقبال عليها من جانب المتلقين.
- شهد الموروث السردي منذ سبغييات القرن العشرين تنبهاً من النقاد العرب على ضرورة الاستفادة من منجزات النظرية النقدية الغربية.
من الواضح أن نقد الكعبي يلتزم بالمنهج الثقافي متعالقاً مع التأويل والتلقي في فهم الموروث السردي العربي القديم وتشكلاته ومنظوراته.
إن المنهجيات الحديثة في نقد النص التراثي لا تبتعد عن أطروحات الهوية وتحققات وعي الذات وتمثلاتها الثقافية العربية، انعطافة من المؤثرات الأجنبية إلى الحوار في النظرية الأدبية ومنهجياتها العلمية والمعرفية.
وهذا هو جوهر التأصيل والتحديث.
وهذا هو جوهر التأصيل والتحديث.
التسميات
مناهج نقدية