لقد أدت السرعة إلى تفجر معظم النشاطات الإنسانية، خاصة تلك المرتبطة بالنقل والاتصالات، على نحو غريب أو عجيب، وترجع بعد الآن إلى الكائن البشري، كل من الآنية، والرؤية المتكاملة، كلية الحضور، والقوى الفائقة الحديثة، ولم تفرض مطلقاً، على مدى تاريخ البشرية، كنماذج شاملة بسرعة أيضاً، نماذج سياسية واقتصادية وممارسات خاصة، وثقافة موحدة، كما هي اليوم إذ تسمح الديموقراطية البرلمانية، واقتصاد السوق، بعد اليوم وفي كل مكان تقريباً – كأوضاع أو حالات "مبنية على العقل" أو "طبيعية"- أن تسهم بالعمل على جعل العالم الحر غربياً (OCCIDENTALISATION).
فهل هناك ما يدهش، أن تتضاعف ردود الفعل، على هذه الانتفاضة المتعلقة بالهوية، والتشنجات التقليدية؟
ثمة في كل مكان تنتشر النزعات التمامية (INTEGRISMES) أي المذاهب التي تحاول الاحتفاظ بتمام نظام الدين مثلاً، كموقف الكاثوليك، الذين يرفضون كل تطور، ويأبون مجاراة الحياة الاجتماعية الحديثة- وموقف الأصولية (FONDA MENTALISME) التي ترفض المفهوم المجرد للتحديث، مطالبة بتجذير أو ترسيخ النص التأسيسي تجاه النزعات القومية، مثيرة العواطف حول بعض الخطوط الثقافية والمقدسة، بشكل أعمى، لكن ردود الفعل هذه، التي تكون أحياناً "ظلامية، ماضوية، عتيقة".. ما الذي نستطيع عمله في مقابلة الحركة القوية، التي تشجع عولمة الاقتصاد وتدفع العالم إليه بشدة؟
التسميات
عولمة الاقتصاد