تعريف الحرية.. إمكانية الفرد في التعبير عن معتقده أو فكره أو رغبته بحيث لا تصل به هذه الإمكانية إلى المجاهرة فيما يخالف الدين أو يمس الصالح العام

الحرية لغة: حُرِّر أي أُعتِق وصار حراً، والحرُ خلاف العبد. وتأتي الحرية بمعنى من لم تتملكه الصفات الذميمة من الحرص والشره على المقتنيات الدنيوية.
** الحرية هي مقولة فلسفية تعبر عن العلاقة بين النشاط البشري والقوانين الموضوعة للطبيعة والمجتمع ويعتبرها الفلاسفة هي تقرير الروح لمصيرها. وحرية الإرشادات وإمكانية التصرف وفق إرادة لا تحددها الظروف الخارجية. وهو تعريف يقرر الحريات المطلقة وهو أمر يستحيل إلا في ظل فوضى لا يرضى بها أحد ويشهد على ذلك التاريخ القديم والحديث.
** ويعرفها بعضهم بأنها الفكاك من كل قيد مادي أو معنوي ، ويعرفها آخرون بأنها القدرة على فعل الشيء بدون سبب سوى وجود القدرة عليه وهي ما يسمى بحرية اللامبالاة وهذه التعريفات ترمي بعرض الحائط كل القيم والمبادئ والقوانين واحترام الآخرين.
** وعرفت بأنها رخصة العمل المباح من دون مانع غير مباح ولا معارض محظور. وهو تعريف منطقي مقبول. إلا أنّ عليه تساؤلاً يتعلق بمن يحدد غير المباح من الموانع والمحظورات الفعلية في العمل والترك بشرط ألا تضر بالغير.
** ويعرفها وهبة الزحيلي بأنها ما يميز الإنسان عن غيره ويتمكن بها من الممارسة والاختيار دون إكراه ضمن حدود معينة.
ومما سبق يتبين أنه من الممكن الوصول إلى مفهوم شرعي للحرية يدخل تحت توجيهات القرآن. وهو كما يستنبطه الباحث:
(إمكانية الفرد في التعبير عن معتقده أو فكره أو رغبته بحيث لا تصل به هذه الإمكانية إلى المجاهرة فيما يخالف الدين أو يمس الصالح العام، أو مصادرة حقوق الآخرين وحرياتهم بدون وجه حق). وهذا التعريف لا يخرج عن الإطار العام للآيات التالية:
* قوله تعالى: "لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيما". فالجهر بالسوء يدخل فيه ما يخالف الدين أو يمس الصالح العام أو فيه اعتداء على حقوق الآخرين
* وقوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ". ونشر الفاحشة وإشاعتها يدخل تحت المساس بالصالح العام والتعدي على الآخرين .
* وقوله تعالى: "وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً". وإشاعة أمور الخوف والأمن من الأمور التي تمس الصالح العام للمجتمع وتؤثر على استقراره.
* وقوله تعالى: "وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً". والأذى بدون وجه حق هو من التعدي على حقوق الآخرين.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال