يمكن القول بأن كل نظام للتربية والتكوين يستهدف إجمالا إعداد الفرد للاندماج الفاعل في الحياة عبر الإيفاء بمجموعة من المتطلبات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسيكولوجية والدينية و...
هذه المتطلبات يمكن أن تكون:
1- إما حاجات ضمنية يشعر بها الزبون ولكنه لا يعبر عنها لأنها تشكل غالبا حقوقا معترف له بها.
2- أو حاجات صريحة يعبر عنها الزبون بوضوح بواسطة دفتر التحملات.
3- أو حاجات كامنة لم يتم بعد رصدها ولم نجد بعد لها جوابا.
وإذا كان إرضاء الحاجات الصريحة والضمنية يعد شرطا ضروريا لبناء نظام تربوي يتسم بالجودة فإن ذلك لا يكفي إذا لم نف بشرط احترام الحاجات الكامنة.
وهو ما لا يمكن تحقيقه إذا لم نتسلح بروح المبادرة واستباق الأحداث والرؤية البعيدة لاستيعاب توجهات التاريخ والتعرف على ملامح المستقبل مع الاعتماد على قراءة نقدية للأحداث تمكن من توقع انعكاساتها المستقبلية وتحث على الفعل فيها من أجل تغيير مجرياتها كلما تطلب الأمر ذلك.
فعندما يتحدث إنياسيو راموني مثلا عن التحولات الثلاثة الكبرى في العالم المعاصر:
1- التكنولوجية: أذكأة أدوات الإنتاج.
2- الاقتصادية: العولمة وتبعية السياسة للاقتصاد.
3- الاجتماعية: الإقصاء الجماعي و أزمات الهوية.
فليس بهدف تكريسها كيفما كان الثمن بل من أجل أخذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة هذه التحديات قصد تكريس ما هو إيجابي وتقليص ما هو سلبي.
وهو المعنى الذي يشير إليه إدغار موران حينما يقول لا ينكر أحد أن التنمية تقود إلى التقدم العلمي والتكنولوجي والطبي والاجتماعي لكنها تقود أيضا إلى الدمار البيئي والثقافي وإلى أنواع جديدة من العبودية.
التسميات
جودة تربوية