يجب استخدام الكلمة الطيبة المحببة إلى النفس وما تألفه القلوب لا ما تنكره، لأن الإعلامي في حالة توجيه رسالته الإعلامية إلى الجمهور هو داعية مقصده قبول الناس لما يلقيه عليهم. لذلك ينبغي التحبب والتقرب إلى الجمهور بألفاظ حسنة وأساليب جميلة حتى يمكن الوصول إلى قلب المتلقي ثم عقله.
قال تعالى: "قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ*"([1]).
فقد تطرح تساؤلات محرجة أو مداخلات فظة على الوسيلة الاتصالية فيجب حسن التعامل معها والرد بأسلوب جميل ومقابلة الإساءة بالإحسان، قال البغوي رحمه الله أي : "كلام حسن ورد جميل وتجاوز عمن ظلمك"([2]).
قال سيد قطب: الكلمة الطيبة تضمد جراح القلوب وتفعمها بالرضى والبشاشة، والمغفرة تغسل أحقاد النفوس وتحل محلها المحبة والصداقة([3]).
ومن خلال أقوال المفسرين في هذه الآية يتبين لنا: إن القول المعروف المندوب إليه ليس خاصاً بحالات الصدقة، بل هو على العموم كما ندب القرآن إلى ذلك، فقال تعالى: "ألَمْ تَرَ كَيفَ ضَرَبَ اللهُ مثلاً كلمةًً طيبةً كَشَجرةٍ طيبة أصلُها ثابتْ وفرعُها في السَّماء. تُؤتي أُكُلَها كُلَّ حينٍ بإذن رَبِّها وَيَضْربُ اللهُ الأمثالَ للنّاس لعلّهم يَتذكّرون"([4]).
فإذا أحب القلب وذهب مافي النفس من شحناء فإن قبول الرسالة يكون أقرب والتأثير في المتلقي يكون أسهل، لذلك يجب على الإعلامي ِأن يختار أفضل الألفاظ وأحسنها وأحبها إلى الناس.
([1]) سورة البقرة، الآية 263.
([2]) البغوي، معالم التنزيل،ج1 ص360.
([3]) قطب، سيد، في ظلال القرآن، ج1 ص55.
([4]) سورة إبراهيم، الآيات 24- 25.
التسميات
حرية إعلامية