الإشادة بالذين تميزوا في خدمة دينهم ومجتمعاتهم. وقد أشاد الله عز وجل بقوم استجابوا للرسول بعد غزوة أحد وهم مثخنون بالجراح ولما خوفوهم بقريش قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل([1]).
قال الله تعالى: "الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيم*ٌ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ* فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ*" ([2]).
ذكر ابن عطية "إن الله أنزل هذه الآيات في شأن أولئك المستجيبين وحدهم لصبرهم" ([3])، وذكر سيد قطب "إن في الآية تنويهاً بموقفهم الرائع"([4]).
وقال الزحيلي: "في الآية إشادة بمن شارك في تلك الغزوة([5])".
ومن خلال فهم العلماء لهذه الآيات وأنها إشادة بمن كانت مواقفهم مشرفة في القتال وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتوكل على الله عز وجل.
وكما هو معروف من أن القرآن لم يشد بأحد من الناس إلا إذا أتى فعلاً مميزاً لا يقدر عليه عامة الناس وفي هذا إشارة للإعلاميين - حيث أن القرآن كله إعلام - بأن لهم الحق في امتداح الأبطال والعلماء والقادة المميزين وذكر مناقبهم، وأن إطلاق الحرية لهم في ذلك أمر مقبول، ولا يصنف ذلك إستغلالاً لوسائل الإعلام لغير أهدافها أو في خدمة طبقة معينة من الناس، بل إن في ذلك خدمة للمجتمع حتى يكون هؤلاء المميزون قدوة لمن ضعفت همتهم، وفيه إعتراف لأهل الفضل بفضلهم.
([1]) الواحدي، أسباب النزول، ص71.
([2]) سورة آل عمران، الآيات 172- 174.
([3]) ابن عطية، المحرر الوجيز، ج3 ص423.
([4]) سيد قطب، في ظلال القرآن، ج4 ص148.
([5]) الزحيلي، التفسير المنير، ج4 ص166.
التسميات
حرية إعلامية