مراعاة حقوق الآخرين والبعد عن ما يسبب لهم الأذى والمعاناة دون وجه حق لان ذلك من الظلم لكونه تجاوزاً للحقوق الخاصة (الحريات الخاصة) و حتى إن كان باسم الحرية الإعلامية فهو أمر غير مقبول وقد عده القرآن الكريم من الأذى الذي لا يجوز وهو حرام بين.
يقول تعالى: "وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً"([1]).
والأذى المحظور هو ما يكون بالقول أو ما شابهه دون الأذى الجسدي بقرينة (بهتاناً) لأنَّ البهتان من أنواع القول ، وفيه تحقير لقولهم وأتبع ذلك التحقير بأنه إثم مبين.
وسب آحاد المؤمنين موجب للتعزير بحسب حالته وعلو مرتبته، فتعزيز من سب الصحابة أَبلغ، وكذلك تعزيز من سب العلماء وأهل الدين أَشد من تعزير غيره.
(بغير ما اكتسبوا) أي بغير جناية واستحقاق أذى (بهتاناً) أي فعلاً شنيعاً. يقول سيد قطب رحمه الله: "وفي التشديد إشارة إلى انه كان بالمدينة يوم ذاك فريق يتولى هذا الكيد بنشر قالة السوء وتدبير المؤامرات وإشاعة التهم ضدهم وهو عام في كل مكان وزمان".
ولا يخفى أن سلوك هذا المسلك عبر وسائل الإعلام أكثر ضرراً وأشد بأساً من ممارسته عبر قنوات الاتصال الشخصي.
لذلك يجب أن لا تستخدم وسائل الإعلام لنشر قالة السوء وتدبير المؤامرات وإشاعة التهم تحت مظلة الحرية الإعلامية لما في ذلك من تجاوز لحقوق الآخرين. ولكونها إحدى مرافق النفع العام فلا يجوز أن تستخدم لأغراض مشبوهة أو لأذية المجتمع.
([1]) سورة الأحزاب، الآية 58.
التسميات
حرية إعلامية