الحرية الإعلامية والاختيار من بين المواد الإعلامية أحسنها مضموناً.. يجمع الإعلامي ولا يتحدث إلا بالحسن وإلا كان ضالاً غير موصوف بكمال العقل

الاختيار من بين المواد الإعلامية أحسنها مضموناً، لأن الإعلامي قد تتعدد أمامه المصادر وتكثر أمامه الخيارات في أثناء جمعه لمادته الإعلامية فيجب عليه أن يحرص على تجنب المصادر المغرضة والمواد الملوثة بالشبهات أو الشهوات.

وقد امتدح الله عباده الذين يختارون أجود الأقوال وأنفعها فيتبعونها.
قال تعالى: "الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ"([1]).

أي يستمعون الأقوال جميعها فيتبعون القول الحسن من تلك الأقوال ويتبع ذلك انتقاء أحسن الأدلة وأبلغ الأقوال الموصلة إلى المقصود ، وقد قيل خذوا من كل علم أحسنه أخذاً بهذه الآية([2]).

وقيل: هو الرجل يسمع الحسن والقبيح فيتحدث بالحسن ويكف عن القبيح فلا يتحدث به، فأولئك هم الذين أوصلهم الله إلى الحقيقة وهم أصحاب العقول الصحيحة([3]).

ففي هذه الآية وأقوال المفسرين دلالة واضحة على أنه يجب على الإعلامي إذا سمع قولين أحدهما حسن والآخر قبيح ألا يجمع ولا يتحدث إلا بالحسن وإلا كان ضالاً غير موصوف بكمال العقل.

([1]) سورة الزمر، الآية 18.
([2]) محمد بن طاهر بن عاشور، التحرير والتنوير، الدار التونسية للنشر، 1984م، ج22 ص65- 67.
([3]) الشوكاني، فتح القدير، ج3 ص590.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال