التزام مبدأ سد الذرائع في توجيه الرسالة الإعلامية، فلا يكفي أن تكون الرسالة الإعلامية معتدلة أو واقعية، بل لا بد أن يؤخذ في الحسبان صدى هذه الرسالة عند الجمهور وردة فعله سلباً أو إيجاباً، حتى وإن كانت هي في مضمونها سليمة من المآخذ.
يقول تعالى: "وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ*"([1]).
قال ابن عباس: "قال المشركون، يا محمد لتنتهين عن سب آلهتنا أو لنهجون ربك فنهاهم الله عن سب أوثانهم لئلا يسبوا الله عدواً بغير علم أي ظلماً و اعتداءاً"([2]). "فيسبوا الله" أي يسبوا من أمركم بعيبها([3]).
قال ابن العربي: "اتفق العلماء على أن معنى الآية لا تسبوا آلهة الكفار فيسبوا إلهكم" ثم قال "وفي هذا دلالة بأن على المحق أن يكف عن حقٍ يكون له، إذا أدى ذلك إلى ضرر"([4]). لذلك يجب على المؤسسات الإعلامية أن تأخذ في الحسبان أمراً كهذا وإن كانت فيما توجهه محقة، خشية ضرر أكبر. كأن تنشر حقيقة تولد فتنةً تضر بالمجتمع. ونحو ذلك يقول علي رضي الله عنه: "حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله"([5]). لذلك وجب أخذ مثل هذا الضابط في الحسبان أثناء توجيه الرسالة الإعلامية.
([10]) سورة الأنعام، الآية 108.
([2]) الخالدي، مختصر تفسير الطبري، ج3، ص488.
([3]) أبو الفرج جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي ، زاد المسير في علم التفسير، دار الكتب العلمية، لبنان، ط2، ج3 ص79.
([4]) ابن العربي، أحكام القرآن، ج2 ص197- 198.
([5]) صحيح البخاري، كتاب العلم، باب رقم 49 ص27.
التسميات
حرية إعلامية