تتميز سيزا قاسم باهتمامها المفرط بعرض الجوانب النظرية، حيث جعلت النص أداة لتوضيح المعطيات النظرية، وعدم لجوئها إلى تقديم وصف شمولي لبنية مختلف المنظورات الذاتية لأشخاص الرواية وطبيعة العلاقات القائمة بينها، فالدراسة لا تقدم للقارئ أية فكرة عن بنية الأحداث، بل قدّمت صوراً تجزيئية عن الزمان والمكان، وحذفت من المنظور تعددية الأصوات، وبهذا تكون قيمة الكتاب، لا في جانب التحليل، بل في جانب تقديم كثير من المعلومات النظرية عن مفهوم الزمن والوصف والمنظور، لها قيمة في الوقت الذي صدر فيه الكتاب (1984) لأنها كانت –آنذاك- معلومات جديدة في التنظير الروائي.
وأنها لم تلتزم بالمنطلقات المنهجية البنيوية ففرضت تنظيماً شكلياً بحتاً، وأنها لجأت إلى كثير من التأويلات الاجتماعية والفلسفيّة والإيديولوجية لتفسير بعض القضايا الروائية، وهذا خروج على المنطلقات البنيوية. وأنها أوردت بعض أحكام القيمة رغم أنها أبعدت نفسها في مقدمتها عن هذه الأحكام (فأوردت: نجح محفوظ في (ص34)، وبرع محفوظ في (ص43)، ومن أمتع هذه اللوحات (ص114)، وأتقن محفوظ بناءه (ص142).
وكثرة الأخطاء اللغوية والنحوية: مرتبط (ص13)، أعمالٍ (ص21)، الماضي (ص28)، استخداماً (ص78) الروائيين (ص78).. إلخ.
وعلى الرغم من ذلك فإن البنيوية التي حملت لواء العلمية والموضوعية بحكم استنادها إلى علوم دقيقة كاللسانيات تمثّل خطوة حاسمة باتجاه الوضوح المنهجي في ممارسة نقد علمي للسرديات.
وهكذا يأتي كتاب (بنية النص السردي) للحمداني من أفضل كتبه في ميدان التنظير الروائي.
التسميات
نماذج نقدية روائية