يقول فنسنت في تعريفه للأنواع الأدبية (إنها ليست سوى صيغ فنية عامة لها مميزاتها وقوانينها الخاصة وهي تحتوي على فصول أو مجموعات ينتظم خلالها الإنتاج الفكري على ما فيها من اختلاف وتعقيد).
إن هذا التعريف ينطوي على صرامة إجناسية عاشت منذ النقد الأرسطي للأنواع وحتى بروز الرومانسيين على الساحة الأدبية وذلك بوصف المفاهيم النوعية (معايير تفيد في الحكم على توافق عمل ما على قاعدته).
وقد أثر هذا في الكتابات التي حاولت التخلي عن هذه المعايير إلا أنها لم تستطع الإفلات تماما، فبقيت هناك حدود دنيا تربط تلك الكتابات بالأنواع الأدبية عبر مجموعة من العناصر والتقنيات التي تظهر كلها في نص واحد أو بعضها.
وهكذا فالأنواع تتمايز بما تحتويه النصوص، وتتغير من ناحية القيمة أو تنتهي إذا ما توقفت النصوص عن تزويدها بخصائصها، ويصبح النوع/ الجنس مهجورا إذا فقدت الأشكال الأساسية مغزاها.
ويؤكد رالف كوهن ضرورة تمسك النص الأدبي بأدنى السمات الجمالية التي تميز هذا النوع الأدبي عن ذاك؛ فحسب قوله (إذا أردنا أن نفهم تكاثر المختارات الأكاديمية ومقالات الصحف والمقالات النقدية لابد لنا من أسماء لهذه المجلدات الجامعة ونظريات النوع لتمدنا بهذه الأسس.
وإذا أردنا أن ندرس هذه الأنواع من الكتابة في إطار البيئة الاجتماعية التي هي جزء منها، حينئذ تساعد نظرية النوع في ربط المؤسسات والاقتصاديات بإنتاج النصوص.
وإذا كنا نسعى إلى فهم العودة التاريخية المتكررة لأنواع معينة من الكتابة ورفض أنواع أخرى أو التخلي عنها، فإن نظرية النوع تمدنا بالإجراء المناسب لهذا البحث.
وإذا أردنا أن نحلل نصا مفردا فإن نظرية النوع تعطينا معرفة لمكوناته وكيف تتألف وهذه الأشياء لا تكشف عن قيمة نظرية للنوع في تحليل النص الحداثي فحسب بل توضح، أن منظري ما بعد الحداثة ونقادها وكتابها وقراءها لا غنى لهم عن استخدام لغة نظرية النوع حتى وهم يسعون إلى إنكار جدواها).
التسميات
نظرية الأنواع الأدبية