بحث عبد الرحيم الكردي عن المناهج التي أفرزتها الحضارة العربية في مجال قراءة النص، لتكون بعداً استراتيجياً ونقدياً، ومنهجاً يتلاءم مع الذوق، والثقافة، وإثبات الذات، وإنتاج المعرفة، من خلال المنهج النصي، "والعناية بالنص الأدبي نفسه، باعتبار أن الجسد اللغوي للنص عند أنصار هذه المناهج هو المدخل الفيزيقي الوحيد لإدراك حقيقة النص إدراكاً علمياً، أو باعتبار النص وحدة بنيوية مستقلة عن المؤلف والقارئ، ومستقلة أيضاً عن البيئة الثقافية التي أنتج فيها".
علل الكردي المنهج النصي في قراءة التراث العربي بوفرة التأويلات أو التفسيرات من داخل النص، "حيث يتمتع النص خلالها بسلطة مطلقة يستمدها من الدين، أو من التاريخ وعبق الماضي، وأن النص... يكتفي فيه بالتفسير والشرح والتأويل".
اعتمد الكردي على القراءة اللغوية والتأويلية والتجديدية، مثلما شرح قراءات النص الأخرى التفسيرية والخلاّقة، التي تعمل على إنتاج الدلالة عن طريق الإدراك والتحليل والمقارنة والنقد، وهدفه البحث عن الحقيقة، وإماطة اللثام عن المناهج العربية القديمة في قراءة النص، للبرهنة "على أن نظريات القراءة ليست ابتكاراً معاصراً من بنات الفكر الغربي وحده.
ويدلل على أن الإنسان العربي المعاصر يمتلك من الجذور الثقافية التي تمكنه من إنتاج مناهج نقدية تعّبر عن فكرة، وتتلاءم مع ذوقه، فالقراءة نفسها عامل إنساني مشترك بين جميع الشعوب".
ويدلل على أن الإنسان العربي المعاصر يمتلك من الجذور الثقافية التي تمكنه من إنتاج مناهج نقدية تعّبر عن فكرة، وتتلاءم مع ذوقه، فالقراءة نفسها عامل إنساني مشترك بين جميع الشعوب".
وجد الكردي أن التراث العربي أكثر غنى وتنوعاً، لأن أكثر العلوم العربية من نحو وصرف ولغة وأصول فقه وتفسير، إنما ابتدعت بهدف قراءة القرآن الكريم قراة صحيحة، مثلما فعل المعتزلة في علم الكلام المنصوص بهدف قراءة النص قراءة صحيحة.
عني الكردي برصد الظواهر المحورية والجديدة في تقنين قراءة النص في التراث العربي، منذ القرن الثاني حتى القرن الخامس الهجري، وهي الفترة التي ازدهرت فيها الحضارة العربية، وتوافرت فيها عوامل الابتكار، وهي الفترة التي تحولت فيها المعارف العربية إلى علوم، وتحولت السابقة إلى مناهج وقواعد.
وأفرز ثلاث نظريات قرائية نقدية للنص التراثي في المرحلة الأولى في القرن الثاني للهجرة وهي القراءة اللغوية عند علماء اللغة، والقراءة التأويلية عند المعتزلة، والقراءة التجديدية عند الشافعي، وأظهر في المرحلة الثانية في القرون الثلاثة التالية نظريتين، هما القراءة البديعية عند ابن المعتز، وقراءة المعنى قراءة جمالية عند الأشاعرة.
وأفرز ثلاث نظريات قرائية نقدية للنص التراثي في المرحلة الأولى في القرن الثاني للهجرة وهي القراءة اللغوية عند علماء اللغة، والقراءة التأويلية عند المعتزلة، والقراءة التجديدية عند الشافعي، وأظهر في المرحلة الثانية في القرون الثلاثة التالية نظريتين، هما القراءة البديعية عند ابن المعتز، وقراءة المعنى قراءة جمالية عند الأشاعرة.
أثبت الكردي في قراءة النص التراثي أن المنهج النصي متحقق في نقد التراث العربي، فقد تحولت هذه القراءة إلى مناهج ونظريات ومذاهب وقواعد، وتحولت أيضاً القراءة اللغوية إلى تمارين نحوية ولغوية، والقراءة التأويلية إلى شطحات صوفية وباطنية، غير أنها تندغم في المنهج النصي كلما تواصلت مع الدواخل النصية، أما القراءة التجديدية التي ابتكرها الشافعي فصارت إلى قواعد فقهية أقرب إلى المنطق وفرز الدلالات والمعاني.
لقد تطورت النظريات العربية في قراءة النص عبر القرون، وجوهرها النظر في روح النص من خلال التمسك بالشكل وتحليله.
التسميات
مناهج نقدية