تُصادَر الحرية الإعلامية إن تعدت على حريات الآخرين وخصوصياتهم أو تجاوزت في طرح القضايا الغيبية أو أتت أي تجاوز لا يدخل تحت مظلة إطلاقات للحريات الإعلامية أو خرجت عن الضوابط والتوجيهات السابقة.
ومن الحالات التي تصادر فيها الحرية الإعلامية غير ماذكر حسب توجيه الآيات التي سترد في هذا المبحث.
ولا يجوز لوسائل الإعلام أن تمجد بعض رموز المجتمع وترفعهم إلى مستوىً ليسوا بأهله أو جعلهم أنداداً من دون الله عز وجل، جهلاً كان أو عمداً. وإن حصل ذلك فهو تجاوزٌ تصادر لأجله الحرية الإعلامية.
قال تعالى: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ*" ([1]).
وواضح في الآية ما تنهى عنه من تعظيم وتبجيل للبشر لا يليق بهم، وهو ما نراه في كثير من وسائل الإعلام حيث تدور هذه الأجهزة صباحاً ومساءً حول تمجيد وامتداح شخصٍ معينٍ، أو حزبٍ أو غيره حتى لا يصل الأمر بالنشء إلى أن يتربوا على تقديس تلك الرموز وتعظيمها وطاعتها طاعة عمياء، كأنها هي من خلقهم ورزقهم ويحفظ لهم حياتهم. لذلك فإنه يجب أن تصادر الحرية الإعلامية. حين تستخدم وسائل الإعلام الجماهيرية لخدمة شخص معين أو طبقة معينة ورفعها حتى يكونوا أنداداً لله في نظر الجهلة.
([1]) سورة البقرة، الآية 165.
التسميات
حرية إعلامية