الحداثة في العالم العربي نجدها في صدى صرخة الإنسان الأوربي التي رددها بعض المثقفين العرب المعتمدين على الجاهز المعجب، والنقل غير الواعي.
ويمكننا أن نقرأ ذلك عند جماعة من المبدعين العرب الذين أسسوا لثقافة المحتوى الغربي حين شددوا على اتباع نهج الحداثيين الغربيين.
يقول يوسف الخال: (كثير من الشعر العربي الحديث أو الجديد لا هو حديث ولا هو جديد، فالحداثة لاتكون بأشكال تعبيرية شعرية معينة، بل باتخاذ موقف حديث تجاه الحياة ومنها القصيدة).
فالقضية – إذن – ليست قضية الشعر أو الفن، بل هي إشكالية العالم العربي الذي يجب أن يتشكل في ظل العالم الغربي.
إن الحداثة بهذا المفهوم هي التي كرس لها"أدونيس"- مثلا- حياته منذ أن نشر مقاله عام 1959 في مجلة "شعر" والذي يحمل عنوان "محاولة في تعريف الشعر الحديث" وهو المقال الذي نجده مفصلا في كتابه "زمن الشعر"، وعنده نقرأ لتأسيسات رمزية وحدا ثية غربية منها (رفض الوصف، والكف عن أن يصبح الشاعر واقعيا) وكذا (الكشف عن التشققات في الكينونة المعاصرة).
أما الإبداع فيجب أن يتم في ظل اللايقين لأنه الضامن للفن والحياة بعامة، فالذي (يحيا في عالم غير يقيني يتجنب المنطق ولايخدع به)، وعالم اللايقين هذا يقود أساسا إلى تبني مقولات الغربيين، بل وبوحشية أكبر إذ يجب أن ينفجر كل شيء ويتجدد (اللغة الموروث- العقيدة)!...
هذه هي الحداثة التي شكلت المرجعية للحداثيين العرب المشارقة، والذين صاروا بدورهم أساتذة للمبدعين عندنا كما سنرى.
التسميات
دراسات أدبية