حرية وسائل الإعلام وإرشاد الناس إلى الحقائق.. على الإعلامي أن ينشر ما لديه من مواد إعلامية فيها مصلحة للجمهور

تطلق الحرية لوسائل الاتصال لأجل إرشاد الناس إلى البينات والهدى، وقد توعد الله عز وجل الذين يكتمون الهدى ووبخهم.

فقال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ*" ([1]).
وقال تعالى: "وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ*" ([2]).

فقد دلت الآيات على الترغيب في نشر الخير والهدى للناس، والتحذير من الكتمان لأنه من الكبائر حيث أوجب الله فيه اللعن([3]). وهذا يعني أن نشر الهدى والعلم من أوجب الواجبات.

وهذه الآيات ليست خاصة باليهود وإنما العبرة بعموم اللفظ فهي في كل من كتم حكماً شرعياً أو علماً نافعاً أو رأياً صحيحاً خالصاً نافعاً للأمة([4]).

ففي حالة كهذه يجب على الإعلامي أن ينشر ما لديه من مواد إعلامية فيها مصلحة للجمهور، وله مطلق الحرية في كيفية إيصال الهدى والخير إلى الناس.

([1]) سورة البقرة، الآية  159.
([2]) سورة آل عمران، الآية 187.
([3]) القاسمي، محاسن التأويل، ج3 ص352.
([4]) الزحيلي، التفسير المنير، ج2 ص54.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال