عدم التفاخر بأمور لم تقدمها المؤسسة للجمهور، وعدم اعطاء الوعود فيما لا يمكن الوفاء به. لما يمثله ذلك من طعن في المصداقية ومتاجرة بآمال الجمهور وتطلعاتهم. وقد مقت الله عز وجل هذا الأسلوب.
قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}الصف3 كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون"([1]).
قيل نزلت هذه الآية في توبيخ قوم من المسلمين كان أحدهم يفتخر بالفعل من أفعال الخير ولم يفعله، وقيل نزلت توبيخاً للمنافقين كانوا يعدون المؤمنين النصر وهم كاذبون([2]).
والمقت هو البغض أي أن الله يبغض بغضاً شديداً أن تقولوا ما لا تفعلون([3]).
وذكر الخازن في تفسيره أي عظم بغضاً عند الله أن تعِدوا من أنفسكم شيئاً لم تفوا به([4]). وذكر ابن العربي من أحكام هذه الآية فقال: "إن الوعد يجب الوفاء به على كل حال إلا لعذر"([5]).
والآية توضح لنا خطورة مخالفة القول للفعل، وأن الله قد مقته أشد مقتاً، كما يدخل فيه إخلاف الوعد ونقض العهد.
ولميزة الإنتشار الذي يتمتع به الإعلامي عبر وسائل الاتصال الجماهيري فإن هذا الحكم آكد في حقها لما لها من انتشار لأن الوفاء بالوعد يحقق المصداقية واحترام للجمهور للمؤسسة الإعلامية.
([1]) سورة الصف، الآيتان 2-3.
([2]) الخالدي، مختصر تفسير الطبري، ج7 ص303 . البغوي، معالم التنزيل، ج8 ص107- 108.
([3]) المرجع السابق، ج8 ص108.
([4]) الخازن، لباب التأويل في معالم التنزيل، ج4 ص286.
([5]) ابن العربي، أحكام القرآن، ج4 ص182.
التسميات
حرية إعلامية