دور وسائل الإعلام في فضح من أرادوا الفتنة وكان همهم إيذاء المسلمين وتخطيطهم لمساعدة الأعداء في تفكيك الأمة ومعرفة نقاط ضعفها كالجواسيس والخونة

فضح من أرادوا الفتنة وكان همهم إيذاء المسلمين وتخطيطهم لمساعدة الأعداء في تفكيك الأمة ومعرفة نقاط ضعفها كالجواسيس والخونة.

يقول الله تعالى: "يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْراً لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ عَذَاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ([1]).

وقوله تعالى: "وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ* ([2]).

ففي الآية الأولى فضح الله النفر الذين سبوا الرسول صلى الله عليه وسلم واغتابوه كما هموا بفعل شر، قيل هو قتل بعض المسلمين وقيل قتل الرسول صلى الله عليه وسلم وقيل: إخراج الرسول والصحابة من المدينة. وقد وردت عدة روايات بتحديد أسمائهم وما أرادوا عمله وما قالوه([3]).

وفي هذه الآيات دلالة على جواز فضح المؤامرات والمخططات التي تضر بوحدة الأمة وسلامة أفرادها وفضح المتآمرين يقول تعالى: "يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ*" ([4]).

وفيها تأكيد على أن الله فضح المتآمرين، والمتخلفين حتى لا ينخدع بهم الناس، كما فضح  أصحاب مسجد الضرار الذين إتخذوه لتفريق المسلمين وإرصاداً للكفار، وعلى هذا فإن لوسائل الإعلام مطلق الحرية في كشف هؤلاء المنافقين للناس وتوضيح أمرهم للخاصة والعامة حتى لا يتمكنوا من زرع الفتنة ونسف مقدرات المجتمع، وحتى تدفن مخططاتهم في مهدها.

([1]) سورة التوبة، الآية 74.
([2]) سورة التوبة، الآية 107.
([3]) الطبري، جامع البيان في تأويل القرآن، ج6 ص74.
([4]) سورة التوبة، الآية 94.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال