كشف توفيق الزيدي (تونس) في كتابه «جدلية المصطلح والنظرية النقدية»، على سبيل المثال، عن مجهودات غالبية هؤلاء المعاصرين في دراسة المصطلح النقدي القديم، ورأى أن الخطاب النقدي يتشكل «من ثلاثة خطابات: خطاب الوقع وخطاب السجال وخطاب الضبط.
والعمود الجامع لها هو رؤية العرب الجمالية، فإن ولّد كل خطاب مصطلحاته المخصوصة، فإن الوقوف على تلك المصطلحات وقوف على النظرية في ذلك الخطاب، وبالتالي وقوف على رؤية العرب الجمالية».
وراهن الزيدي في ضرورة إدراك المتصورات النقدية بالخطاب النقدي الذي أنتجها على درس جديد للتفكير الجمالي والمصطلحات، إذ بموجبه يكون المصطلح أداة، فكرية وليس فقط مجرد أداة إجرائية.
وطمح إلى أبعد من هذا، وهو أن النظرية النقدية لا يمكن إدراكها علمياً إلا بواسطة درس المصطلح.
ولا يخفى أن المصطلح السردي ناجم أيضاً عن تكّون الخطاب الأدبي في دلاليته وتداوليته، من مراعاة السياقية والنسقية إلى مراعاة التأويل والتلقي، وهذا ظاهر في التراث النقدي العربي، مما يدرج المصطلحية في مستوى أعم هو الاصطلاحية.
وأمعن الزيدي من أجل ذلك في عمليات إدراك المتصورات النقدية وتعالقاتها مع النظام الدلالي في العربية، ثم عزز الرؤى المنهجية وشروطها، أولها التوثيق وثانيها الجهاز المصطلحي الإجرائي وثالثها البناء، ومركز النظرية والمصطلح هو النص بالدرجة الأولى.
التسميات
مصطلح نقدي