الطريقة التلقينية.. الاعتماد على التذكر والتعرف ومنهجها يقوم على حفظ المواد الدراسية كاللغة والحساب والتاريخ

الطريقة التلقينية هي التي يقوم فيها المعلم بتلقين وإلقاء المعلومات على التلاميذ ليسمعوا ويستوعبوا ما يمكن لهم أن يستوعبوه منها.
وهي تعتمد عادة على التذكر والتعرف.
ومنهجها يقوم على حفظ المواد الدراسية كاللغة والحساب والتاريخ.

فالتعليم التلقيني هو الأسلوب التعليمي الذي بات السمة الطاغية في واقع الكويت، بالرغم من أننا نعيش في زمن الانفتاح والتقدم التقني الذي يتطلب إعمال العقل في حل المشاكل التي تستجد في كل حين، حيث تفتقد فصولنا الدراسية، وبشكل أخص، في مدارسنا، الحوار والمناقشة ما بين الأستاذ والطلبة، وما يحدث في المحاضرة الدراسية أشبه بعملية الإيداع البنكي للمعلومات، لا يهم إن أدرك الطالب معناها أو لم يدركه، وما على الطالب سوى حفظ هذه المعلومات، وأحياناً كثيرة، المعلومات التي ستأتي في الامتحان فقط، ثم يقوم بطباعتها «بصرفها» على ورقة الامتحان، وما إن تمر فترة قليلة من الزمن حتى تتطاير هذه المعلومات من ذاكرته، وبالتالي، بحسب هذا الأسلوب يكون مقياس اختبار الطالب هو مدى قدرته على التذكر وليس الإبداع في التفكير وحل المشكلات.

هذا الأسلوب الذي تعززه العديد من العوامل الأخرى المرتبطة بالمنهج الدراسي، وخصوصاً محتوى الكتاب المدرسي الذي يفتقد في الغالب القدرة بأن يكون شارحاً لذاته، هذا الأسلوب أصبح سبباً رئيسياً من أسباب التخلف التعليمي الذي تعاني منه مؤسساتنا التعليمية، إذ لا ريب بأن من شأنه أن يقدم لنا جيلاً ذا ثقافة سطحية لا يعتمد على نمط التفكير الإبداعي في حل المشاكل بل يعتمد دائماً على الآخرين حتى على مستوى التفكير!، بعكس الدور المفترض من التعليم الذي يحرر العقول ويستفزها لتكون شغوفة في البحث، بل وإنتاج المعرفة أيضاً، ولعل من أبرز النتائج التي بدت تطفح على السطح من هذا النظام هو كثرة اعتماد الطلبة على الدروس الخصوصية، بالإضافة إلى اعتمادهم على مكاتب خاصة لعمل واجباتهم وبحوثهم بسبب غياب البحث والقراءة الخارجية.

هذه الحال السلبية التي عززها التعليم التلقيني في العملية التعليمية اضطرت بعض المفكرين، كأمثال الفيلسوف جان جاك روسو، في زمن ليس ببعيد إلى الإدلاء بوجهات نظر حادة بلغت إلى درجة أنه دعا من خلالها إلى إغلاق المدارس التلقينية، والعودة إلى التفكير الفطري الطبيعي الذي قاد البشرية قروناً طويلة نحو تحقيق التقدم والازدهار.

وقد اعتَبر روسو أن المدارس التقليدية التلقينية تقضي على التخيل وتجعله محصوراً في إطار ضيق إلى أبعد الحدود، وفي الاتجاه نفسه صوب العالم إيفان إيليش، سهامه نحو التعليم التلقيني في كتاب «مجتمعات بلا مدارس»، قال ان «المدارس ليست سببا في ظهور النابغين»... «الراي» دنت أكثر نحو هذه القضية، طارقةً أبواب المختصين والمهتمين في هذا الشأن، من خلال السطور التالية:

رأى الباحث التربوي الدكتور محمد الشريكة، أن أسلوب التلقين في العملية التعليمية، هو أسلوب ربما كان مقبولاً في السابق، عندما كانت مصادر التعليم محدودة في المعلم والكتاب، أما اليوم فمن الصعب الاعتماد على هذا الأسلوب في ظل وجود هذا الكم الهائل من المصادر المتاحة على جميع وسائل التواصل الاجتماعي، والتقدم المستمر في المعرفة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال