لا حرية في الدفاع عن الخونة والظالمين أو تلميعهم حتى ينخدع الناس بهم. وقد وجه الله عز وجل نهياً مباشراً لنبيه وهو نهي موصول إلى الأمة يقول تعالى:
"إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً* وَاسْتَغْفِرِ اللّهَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً * وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً*" ([1]).
ورد في سبب نزول هذه الآية أن الرسول صلى الله عليه وسلم دافع عن أحد المسلمين وكان متهماً بالسرقة، وكان قد سرق واتهم يهودياً بذلك. فدافع عنه الرسول صلى الله عليه وسلم أو همّ بالدفاع عنه وبقطع يد اليهودي ولم يكن صلى الله عليه وسلم يعلم بخيانة هذا الرجل، فنزلت هذه الآيات.
وفي الآية دلالة على أن النيابة عن المبطل في الخصومة لا تجوز بدليل أداة النهي في قوله تعالى (ولا تكن) وقوله تعالى (واستغفر الله) ([2]).
ولا يجوز للمسلمين الدفاع عن قوم ظهر نفاقهم حماية لهم([3]).
قال الزمخشري: "لا تكن لأجل الخائنين مخاصماً للبرئ"([4]).
وفي المنهي عنه تجسيد لحال كثير من وسائل الإعلام حيث نراها تدافع وتمتدح وتمجد من ظهر ظلمهم وخيانتهم، وهذا ما نهت الآيات عن مثله.
لذلك فإنه لا حرية لوسائل الإعلام في أن تبث مواد إعلامية فيها دفاعٌ عن الخائنين أو تمجيدٌ للظالمين، نزولا عند التوجيهات القرآنية.
([1]) سورة النساء، الآيات 105- 107.
([2]) ابن العربي، أحكام القرآن، ج1 ص542.
([3]) القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج5 ص377.
([4]) الزمخشري، الكشاف، ج1 ص595.
التسميات
حرية إعلامية