الخلفيات السوسيو - ثقافية للطرائق البيداغوجية التقليدية.. اختزال النشاط الفكري في عمليات التركيب بين الذرات النفسية الساكنة: الإحساس والصور

من بين الخلفيات السوسيو - ثقافية للطرائق التقليدية، نجد بأن هذه الطرائق هي انعكاس لموقف اجتماعي وسياسي محافظ، يعمل على إعادة إنتاج مجتمع بشكل سكوني وأحادي، بحيث لا ينتج سوى نسخ مكررة من الأفراد والنماذج الاجتماعية والثقافية والقيمية التقليدية والمحافظة.

ومن بين الأفكار النقدية التي وجهت لهذه الطرق التقليدية، نجد مثلا Clausse الذي يقول بأنها تعتمد على بيداغوجيا سلبية ودوغمائية، حيث إنها تعتمد على تنظيم وتوجيه قبليين حسب أهداف وغايات قبلية، متأثرة بنظرية نيوتن السائدة في القرن 19، التي كانت تتصور الكون تصورا ميكانيكيا محددا من خلال القوانين الثابتة للطبيعة، وحيث عناصره وظواهره ترتبط فيما بينها سببيا.

كما نجد بأن Palmade ينتقد الأساس الترابطي لهذه الطرائق التي تختزل النشاط الفكري في عمليات التركيب بين الذرات النفسية الساكنة (الإحساس والصور).

كما أن هذه الطرائق التقليدية تتبنى تمثلاث سلبية حول نمو الطفل وخصائصه، حيث تعتبر الطفل "رجلا صغيرا" باستطاعته فهم الأشياء من منطق الراشد.

كما أن فهم مواد البرامج يتم عن طريق عملية التذكر والإكراه (حيث إن الطفل شرير بطبيعته)، والذكاء حسب هذه الطرائق إما أنه عبارة عن ملكة faculté معطاة دفعة واحدة، أو أنه عبارة عن نظام من الترابطات تكتسب بشكل ميكانيكي عن طريق ضغط عناصر الوسط الخارجي.

 وبهذا الصدد يعتبر Palmade بأن مبدأ التذكر ومبدأ الشكلية يرتبطان بالسيكولوجيا الذرية والترابطية، وبأن سيكولوجيا الملكات يمكن ربطها بفكرة أن التدريس ما هو إلا نوع من التدريب، حيث الطفل يمتلك ملكات طبيعية تتيح له اكتساب المعارف والقدرات التي يتوفر عليها الراشد حسب هذه الطرق التقليدية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال