تجنب التضليل الإعلامي، وعدم كتمان ما يجب أن يعرفه الجمهور؛ فمن واجبات وسائل الإعلام التوضيح وكشف الحقائق وإيصالها إلى الجمهور، وقد عاب الله على اليهود تلبيسهم الحق بالباطل وكتمانهم الحق في عدة آيات منها:
قوله تعالى: "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُون"([1]).
لأنَّ في ذلك إضلالاً للأمة وإيرادها المهالك كما أورد أحبار اليهود والنصارى أممهم حياض الكفر وحفر النار، وإن كانت هذه الآية نزلت في ذم أهل الكتاب لتلبيسهم الحق بالباطل وكتمهم الحق فكذلك الإعلامي إن كتم الحق ولبَّس عليه دخل في هذا الذم وتشبَّه بهم وأضر بأمته كضررهم لأمتهم.
ذكر ابن عاشور في تفسيره أن "الاستفهام للإنكار، والنداء هنا بقصد التوبيخ لتلبيسهم دينهم بما أدخلوا عليه من الأكاذيب والخرافات حتى ارتفعت الثقة بجميعه، وكتمان الحق يحتمل كتمان تصديقهم بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم ويحتمل كتمانهم ما في كتبهم من الأحكام التي أماتوها وعوضوها بتأويلات أحبارهم وهم يعلمون بطلانها، وأنها ليست من عند الله"([2]).
فكذلك الإعلامي إن خلط الحق بالباطل وكتم وحاول إخفاء وجه الحق ارتفعت الثقة بكل كلامه وقد لا يكون ذلك إلا بعد أن يُضِلَّ قوماً كثيرين.
لذلك وجب إنزال هذا الضابط على كل ما توجهه المؤسسة الإعلامية من مواد إعلامية يتلقفها جمهور كبير من الناس.
([1]) سورة آل عمران، الآية 71.
([2]) ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج3 ص279.
التسميات
حرية إعلامية