جاء الإسلام ليحرر فكر الناس من التبعية العمياء ، وقد عاب القرآن على الكفار تبعيتهم لمن قبلهم دون أي جهد فكري لمعرفة إن كانوا على حق أم لا. فقال تعالى: "وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ * قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ*" ([1]).
وقد حث الإسلام على الاجتهاد وإعمال الفكر وضمن للمجتهد الحرية الفكرية حين أعفاه من مسؤولية الخطأ الناتج عن إعمال الفكر، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران ، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر)([2]).
وامتدح القرآن أصحاب الفكر والعقل فقال تعالى: "إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ*"([3]). وقال تعالى: "إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ*"([4]). وما أكثر الآيات من هذا القبيل, والآيات الحاثة على التدبر والتفكر في كل ما يوصل إلى الحق ويؤدي إلى الهداية كثيرة تدل على أهمية هذا الأمر ومكانته في الإسلام.
([1]) سورة الزخرف، الآيتان 23- 24.
([2]) محمد إسماعيل البخاري، صحيح البخاري، دار السلام، الرياض، كتاب الاعتصام، باب أجر الحاكم، حديث رقم (7352)، ط2، 1999م.
([3]) سورة الرعد، الآية 3.
([4]) سورة الرعد، الآية 4.
التسميات
حرية